افتُتحت صباح اليوم (الأربعاء) أعمال اليوم الأول من ندوة (الجولان السوري المنسي، وموقعه في سورية المستقبل)، التي يُنظّمها مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة، وتستمر لمدة يومين.
وشارك في الجلسات الافتتاحية الأولى عدد من الباحثين والحقوقيين والسياسيين والناشطين السوريين والعرب، وتتزامن الندوة مع وعد بلفور في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917.
ترأس الجلسة الأولى د. حسام السعد، الذي أكّد على أن سورية خسرت واحدة من أهم المناطق الجغرافية، حين كان حافظ الأسد وزيرًا للدفاع؛ ليستلم بعدها الحكم، بالتزامن مع تبنّيه شعارات استغل من خلالها قضيتي الجولان وفلسطين، وتستر خلفهما في كل ما فعله، ثم تابعت الميليشيات التابعة له ما بدأه قبل عقود، تلك الميليشيات التي ارتكبت جرائم بحق الإنسانية بالشعب السوري؛ بذريعة “القضية”.
إلى ذلك، قدم د. حازم نهار، الكلمة الافتتاحية للندوة، بعنوان “الجولان يحكم سورية”، سلط من خلالها الضوء على نقاط أساسية عدة، تحكم قضية الجولان، وتحيط بها وبمستقبلها، واستذكر -في مُستهلها- كيف سُئل النظام مع بداية ثورات الربيع العربي، إن كانت سورية ستواجه ثورة، فنفى ذلك عادًّا أن الثورات قامت في الدول التي لم تقم بواجبها تجاه القضية الفلسطينية، وعلى هذا، عندما قامت الثورة، تستّر النظام وأتباعه بـ “القضية”؛ ليواجه الشعب الثائر.
وأكد نهار في كلمته على أن اعتماد النظام في سياساته مع قضية الجولان، على الظلم، والتجهيل، والتهجير، والمتاجرة، وأوضح أن التجهيل يُقصد به كيف عمد الأسد إلى تجهيل السوريين بالقضية تجهيلًا كليًا، أما المتاجرة، فقد مارسها النظام داخليًا وخارجيًا، وشدد على أن فهم قضية الجولان مرتبط بفهم الدور الوظيفي للنظام نفسه، وبأهمية موقع سورية الجغرافي، و”العلاقات الخارجية التي بناها خلال نصف قرن، والتي شكّلت دعامة أساسية لاستمراره واستقراره، تلك العلاقات التي شكّلت طوق نجاته، وكان آخرها قبل الثورة السورية، ما بعد اغتيال رفيق الحريري”.
وعدّ -كذلك- أن الأمور “لن تنتهي في سورية، ما لم يظهر إلى السطح مصير الجولان”، مُضيفًا: “ليس رهنًا بعدد الضحايا وكثرتهم، بل بالقضايا المترتبة على رحيل النظام أو بقائه، ولعل أهمها قضية الجولان والعلاقات الخارجية للنظام السوري”، كما أوضح أنه لا توجد قضية وطنية سورية من دون وجود “الدولة الوطنية السورية، الدولة الديموقراطية، دولة المواطنة واحترام حقوق الإنسان، ولن تكون هناك خطوة حقيقية في اتجاه الجولان وفلسطين. ما يقوم به السوريون من إعادة بناء الوعي بالقضية الوطنية، ونزع قضية الجولان وفلسطين من أيدي المتاجرين بهما”، مُشددًا على أن هذا من مهمات الثورة السورية.
بعد ذلك، عُرض فيلم قصير عن الجولان من إنتاج مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة، بيّن كيف تمت خسارة الجولان، والبيان الذي قاله وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد حول ذلك، وعرّف الفيلم بالجولان سكانيًا وبشريًا وزراعيًا، وعرّج على ذكر القرى والمزارع التي كانت، والمتبقية الآن، واستعرض الأطماع الصهيونية بالجولان السوري التي رافقت تأسيس دولة إسرائيل مع مراحل تطور القضية حتى يومنا هذا”.
ويشمل برنامج الندوة فاعليات عدة، تتنوع بين استعراض قضية الجولان السوري، وتطورها وعلاقتها بالقضية الفلسطينية، إلى موضوع المياه والاستيطان والواقع الحالي للجولان المحتل، مع أهم ما يميز السياسة الإسرائيلية تجاه السكان، وخاصة في الفترة الحالية، وموقف إسرائيل من الثورة السورية.
وتتحدث في الندوة 26 شخصية، هي: بشير البكر، تيسير مرعي، ثائر أبو صالح، خالد فارس، خضر زكريا، حازم نهار، حسام السعد، ساطع نور الدين، سلامة كيلة، سلمان فخر الدين، سمير سعيفان، صفوان عكاش، عبد الله تركماني، فوزات أبو صالح، فوزي أبو جبل، ماجد كيالي، مازن عدي، محمد الزعبي، معن البياري، ميشيل كيلو، ناصر سابا، نزار أيوب، نزيه بريك، وئام عماشة، ياسر خنجر، ياسين الحاج صالح، إضافة إلى شخصيات سورية حضرت خصيصًا من الجولان السوري المحتل.