أثار انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية على المرشحة، هيلاري كلينتون، كثيرًا من الصدمات في صفوف النخب الأميركية والعالمية، على حد سواء، كما أثار مشاعر الرعب والقلق في صفوف السوريين، الذين كانوا يُعوّلون على نجاح كلينتون، معتقدين أن في نجاحها بارقة أمل لانفراج معاناتهم الممتدة على طول السنوات الست الماضية.
تعتقد المعارضة السورية أن فشل المرشحة الديمقراطية، كلينتون، في الانتخابات الرئاسية كان صدمة للإعلام والإعلاميين، وصدمة لكل مؤيديها، لكن هذا الفشل يعود إلى أسباب كثيرة، أهمها في رأي المعارضة السورية، مرح البقاعي، “أن المواطن الأميركي العادي لا يحب أن يتولاه شخص لا يوثق في كلامه، ومعروف عن كلينتون أنها تُحاول الإبقاء على إرث عائلة كلينتون السياسي، وهو لا يريد أن تعود هذه العائلة إلى البيت الأبيض، خصوصًا أن زوج هيلاري، بيل كلينتون، ارتكب خطيئة الخيانة الزوجية في البيت الأبيض، الذي يحمل صبغة قدسية في الفكر السياسي للمواطن الأميركي”، وفق رأيها.
وأعربت البقاعي عن قناعتها بأن فشل المرشحة، كلينتون، “ناتج عن فضيحة البريد الإلكتروني الخاص الذي استخدمته في مراسلاتها المتعلقة بالملفات السياسية الأميركية، وقضية بنغازي حيث كان هناك استهتار من طرفها، حين كانت وزيرة خارجية في عهد أوباما، ولا سيما أن الأميركيين اعتقدوا أنه كان من الممكن أن ينجو السفير الأميركي من الموت، لو أن كلينتون قد اضطلعت بمهماتها على أكمل وجه”، وأضافت، قائلة: “حتى على مستوى صفوف المرأة الأميركية، لا يمكن حسبان أن لكلينتون شعبية، حيث أن مفهوم المرأة الأميركية القوية والمستقلة لا يقبل ما فعلته كلينتون، حين بقيت مع زوجها الذي خانها داخل البيت الأبيض، وليست هي المرأة القدوة”، بحسب قولها.
وحول الإدارة الأميركية الجديدة، وما يمكن أن تقدمه في الملف السوري، رأت البقاعي أن الموضوع رهن لوجود مستشارين جيدين للرئيس ترامب، في ما يخص الملف السوري، وقالت: “ترامب غير المُحتك سياسيًا، لم يُشكّل -حتى اللحظة- فريقه الاستشاري، وفي الغالب سيشكل فريقًا استشاريًّا ضخمًا للشرق الأوسط، ونحن على اتصال مباشر مع مكاتب ترامب، لكن لا نعلم -حتى اللحظة- إن كانوا سيأخذون نصائحنا على محمل الجد أم لا”، وفق قولها.
ورأت المعارضة السورية أن على المعارضة السورية أن تتعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة، وتقبلها، وقالت: “إنها إدارة أتت نتيجة تصويت الشعب الأميركي، وعلينا احترام إرادة هذا الشعب، وعلى المعارضة السورية النظر إلى الموضوع بإيجابية، وأن تسعى لتحسين سلبيات هذه الإدارة الجديدة، والولايات المتحدة دولة مؤسسات، لا يحكمها شخص بعينه، بل تحكمها مؤسسة السياسية الأميركية المؤلفة من طبقات كبيرة، وعلينا أن نلجأ إلى كل الطبقات من مجلس النواب ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض والشعب الأميركي لإعادة إحياء الملف السوري”.
وأعربت عن قناعتها بعدم تغيّر العلاقات الروسية – الأميركية، وقالت “إن الترحيب الروسي بفوز ترامب واضح، لكن لا أعتقد أن السياسة الأميركية بخصوص روسيا ستتغير بشكل جدي، لأن ترامب ستحكمه مصالح الولايات المتحدة العليا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والتي تتضارب مع المصالح الروسية”، كما استبعدت تعامل ترامب مع الأسد بوصفه رئيس دولة، وقالت: “هو يعلم -تمامًا- أن الأسد لا قيمة له اليوم، حتى في موضوع محاربة الإرهاب، إذا ما نظرنا إلى أن تركيا والتحالف اليوم يحاربان الإرهاب حربًا مكثفة، الأسد سيتخلى عنه حلفاؤه قبل مناهضيه، وأعتقد أن روسيا هي أولى الدول التي ستتخلى عنه”.