شهدت مدينة التل في ريف دمشق، خلال الأيام الأخيرة، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق منذ أكثر من عامين، حيث استهدفت مروحيات النظام المدينة بالبراميل المتفجرة، إلى جانب القصف بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة، تزامنًا مع محاولة الميليشيات الموالية التقدّم على الأرض، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الأخيرة والثوار، استطاعت -خلالها الأولى- إحراز بعض التقدم على حساب المدافعين، وأشار ناشطون من داخل المدينة إلى أن الأوضاع الأمنيّة المتوترة، دفعت بالعديد من المدنيين للنزوح عن المدينة.
وقال الناشط وسيم التلاوي لـ (جيرون): “أدى القصف إلى مقتل شخصين على الأقل، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، أُسعف بعضهم إلى دمشق، وقد حققت الميليشيات الموالية للنظام تقدمًا طفيفًا على الأرض، على جبهة وادي موسى، لا يتعدى بضعة مئات من الأمتار، وسيطروا على بعض المداجن في المنطقة، وتمركزوا داخلها، بعد معارك عنيفة مع الثوار، أدّت إلى مقتل عدد من القوات المهاجمة. وأضاف التلاوي أن المدينة شهدت حركة نزوح كبيرة من جرّاء الأوضاع التي تشهدها المدينة، إلا أن حواجز النظام المحيطة بالتل، منعت الأهالي من الخروج، وتركتهم في العراء، فيما توجّه مئات آخرون نحو بلدة حرنة المجاورة بوصفها المتنفس الوحيد”.
وأوضح التلاوي أن أسباب هذا التصعيد غير معروفة حتى الان، ولا سيما أنه جاء بعد اجتماع لوجهاء المدينة مع وفد أمني للنظام، وُصف بالإيجابي، مشيرًا إلى أن ما يحدث قد يكون جزءًا من خطة العميد في الحرس الجمهوري، قيس فروة، بتعميم سيناريو داريا وقدسيا والهامة على مدينة التل، وبالتالي؛ قد تكون هذه الحملة بداية تنفيذ أجندة النظام بتهجير الثوار، وتسوية أوضاع من يرفض، والتحول إلى ميليشيات الدفاع الوطني، مشددًا على أنه لا توجد معلومات دقيقة عما يمكن أن تذهب إليه الأمور في المدينة وإن كانت كثير من المؤشرات تدل على أن خطط النظام وحلفائه في إفراغ محيط دمشق من معاقل الثورة ماضية، وقد تكون وصلت إلى التل حاليًا.
يذكر أن مدينة التل محاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات حصارًا جزئيًا، تخلّلها بعض فترات الحصار الكلي، ويقطنها نحو مليون ونصف المليون إنسان، أكثر من 75 بالمئة منهم من المهجّرين من مناطق الغوطة الشرقية ووادي بردى وغيرها من المناطق، وهو ما دفع بناشطي المدينة لإطلاق نداءات استغاثة، هدفها إنقاذ المدينة من كارثة إنسانية في حال أصر النظام على الحل العسكري.