سورية الآن

صالات الأفراح في الحسكة تعلّق عملها خشية التفجيرات

على خلفيّة التفجير الذي استهدف صالة أفراح في مدينة الحسكة، بدأ المواطنون يتمهّلون في إقامة الأعراس وحفلات الزواج في عموم مناطق الجزيرة السوريَّة، خشيةً من تفجير أو اغتيال، في حال حضور شخصيّة تابعة لتيار سياسي معيّن يملك خصومًا وأعداء.

عن هذه المخاوف قال مجيد حمو، صاحب صالة أفراح في مدينة القامشلي لـ (جيرون): “منذ التفجير الأخير الذي استهدف صالة أعراس في مدينة الحسكة، أغلقتُ الصالة التي أملكها منذ أكثر من عشر سنوات، وسرّحت جميع عمّالها، فالأوضاع باتت مخيفة، وفي عُقب التفجير الأخير كنت أتخوّف من أي طلب تجهيز للصالة؛ لأجل حفلة زواج، باتَ الأمر يقضّ مضجعي، ويجعلني مرتبكًا، لذا؛ قررت ترك هذه الصَّنعة”.

وأضاف قائلًا: “الأوضاع غير مريحة، فقديمًا كانت الأفراح تُقام في الشوارع والساحات، دون أيّ خوف، وتمتد لساعات الليل الأخيرة، ولكن الآن باتَ الأمر مستحيلًا؛ لغياب الأمن والأمان، فالإجراءات الأمنيّة المتّخذة لا تتسّم بالجديَّة في أكثر الأحيان، الأمر الذي يجعل من أفراحنا عرضًة لأن تتحوّل إلى أحزان موجعة”.

بُعيد التفجير الذي استهدف صالة أفراح السنابل في مدينة الحسكة، كثر اللغط حول سبب الاستهداف؛ حيث ذهب بعض المتابعين إلى أنّ الاستهداف كان مُدبَّرًا بحنكة؛ كون أغلب الضحايا كانوا يعملون في المجال السياسي، بينما ذهب بعض آخر إلى نظرة أشدّ تشاؤمًا، وهي أن الإرهاب يضرب في كل مكان، وهو ما دفع عددًا من المواطنين للمطالبة بتأمين الحماية في الحفلات الشعبيَّة التي تتميّز بوجود عدد كبير من المواطنين، ومن أجل هذا الغرض عُقِد اجتماعٌ موسَّع، قبل فترة، جمع مبعوثين من الميليشيا الأمنية الكردية (الأسايش)، وأصحاب النوادي وصالات الأفراح، غير أن الاجتماع لم يتمخّض سوى عن انسحاب عدد من أصحاب الصالات، واستنكار القرار الذي اتّخذ بضرورة تحمّل ملّاك الصالات الفعليين مهمة الحماية، من خلال تأمين رجال أمن يرتدون زيًّا موحّدًا، ويُخصًّص لهم مرتّب معيَّن؛ بهدف حماية الصالة من أي استهداف، وعلّق صاحب صالة أفراح في مدينة القامشلي على طرح (الأسايش) بالقول: “إنه قرار اتّكالي، فمهمّة الحماية هي من اختصاص القوّات الأمنيَّة لا أن يحصل العكس”، وأضاف: “ثمّ أن الحرّاس الذين سوف يعملون لأجل توفير الحماية، يفتقرون إلى أساليب الدفاع، ولا بدّ من أن يتدرَّبوا على حمل السلاح والتفتيش بدقّة، وذلك يحتاج إلى وقت طويل فعليًّا”.

حوادث استهداف صالات الأفراح في الجزيرة السورية دفعت بالمواطنين للبحث عن حلول بديلة لحفلات كهذه، لكن، وعلى الرغم من الأخطار المحتملة، فإنّ عدد الحفلات لم يتراجع إلا بنسبة ضئيلة، وما حصل هو التراجع عن إقامة الأعراس في الصالات، إلى إقامتها في أماكن صغيرة داخل منزل أحد العروسين، وبعددٍ قليل من المدعوّين إلى الحفل.

التحوّل عن “طقوس” إقامة الأعراس في الصالات، وجد صداه السلبي في نفوس الأهالي، فقد قال مواطن من القامشلي لـ جيرون: “لقد فقدت المنطقة بسبب الاستهداف الإرهابي لصالات الأعراس، إحدى أهمّ التقاليد الراسخة والمنتشرة في مناطقنا”. وأضاف: “لا أعتقد أنّنا سنستطيع حضور أفراح بعد التفجيرات التي استهدفت الصالات المخصَّصة في أوقات ماضية، كما أنّ أصحاب هذه المهنة، مجبرون الآن والحال هذه على إيجاد مهنٍة بديلة، أو ربمَّا اختيار أسهل وأشقى الطرق، والتي هي الهجرة، كما وأنّ مهمة الحماية تبقى من مهمات السلطات الأمنية التي لا بدّ وأن تعثر على حلولٍ بديلة”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق