أعلنت قوات المعارضة المحاصرة في مدينة حلب، أمس الخميس، حلّ نفسها والاندماج في تشكيل عسكري جديد، أطلقت عليه اسم “جيش حلب”، اختارت له أبو عبد الرحمن نور قائدًا عامًا، وأبو بشير عمارة قائدًا عسكريًا، وتزامن الإعلان عن التشكيل الجديد مع تمكن قوات المعارضة من استرجاع نقاط خسرتها على جبهة الشيخ سعيد، والسكن الشبابي، جنوبي وشمالي المدينة.
تأتي خطوة التوحيد بعد أن تمكنت قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها، من السيطرة على عدّة أحياء شرقي المدينة، أهمها مساكن هنانو والصاخور، ما ضيّق الخناق كثيرًا على فصائل المعارضة، وفاقم الوضع الإنساني لعشرات آلاف العائلات التي اضطرت للنزوح من تلك الأحياء.
وأفاد ناشطون من داخل حلب المحاصرة لـ(جيرون) أن الفصائل التي انضمت للتشكيل الجديد هي: “الجبهة الشامية”، و”الفوج الأول”، و”حركة نور الدين الزنكي”، و”جيش الإسلام”، و”جيش المجاهدين”، و”حركة أحرار الشام”، و”فيلق الشام”، و”كتائب الصفوة”، و”كتائب أبو عمارة”، و”الفرقة “16، و”فرقة السلطان مراد”.
وانتقد ناشطون في مدينة حلب تأخر هذه الخطوة، التي كان من المفترض أن تتم قبل سنوات، وقال الناشط الإعلامي ماجد عبد النور لـ (جيرون):”إن خطوة تشكيل جيش حلب تأخرت كثيرًا، وكان من المفترض أن تتم قبل سنوات، لأنها كانت ستوفّر كثيرًا من الدماء التي اُريقت طوال هذه المدة”، وتمنّى عبد النور أن تكون هذه الخطوة “جديّة هذه المرة، وألا تكون فقط للاستهلاك الإعلامي كما في الفترات السابقة”.
ميدانيًا، استعادت قوات المعارضة، النقاط والمواقع التي خسرتها على جبهة الشيخ سعيد، والسكن الشبابي، كما تصدّت لمحاولات قوات النظام التقدّم على جبهة بستان القصر، موقعة قتلى وجرحى في صفوفه.
وأفاد الناشط الإعلامي سامي الرج لـ (جيرون)، بأن: “الثوار أسروا ثلاثة عناصر، تقاتل مع النظام، سوريّان وأفغاني، خلال المعارك الدائرة على جبهة الشيخ سعيد”.
سياسيًا، نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصدرٍ في المعارضة السورية تأكيده أن أنقرة رعت، أول أمس الأربعاء، اجتماعًا بين قادة عدد من فصائل المعارضة في حلب، وممثلين عن الجانب الروسي، بناء على طلب من الجانب الروسي، وذلك بالتزامن مع لقاء جمع في أنقرة، وزير الخارجية التركي، والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، بحثا خلاله التطورات في سورية عامة، ومدينة حلب خاصة.
ودعا مجلس الأمن القومي التركي في بيان أعقب اجتماعه يوم الأربعاء، لاتخاذ جميع الخطوات من أجل إيقاف المأساة الإنسانية في حلب، ووضع حدّ لمقتل المدنيين الأبرياء على مختلف أعمارهم جراء استهدافهم من قبل النظام السوري، لافتًا إلى أن الحالة في حلب أخذت طابع جرائم ضد الإنسانية.
في سياق متصل، حذّر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” جريت كابيليري في كلمته أمام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، من انهيار النظام الصحي شرقي حلب، فيما الأطفال عُرضة للموت.
وقال “لقد رأينا صورًا لجثث الأطفال تُسحب من تحت الأنقاض، وأخرى لرضّع يجري إخراجها من الحضّانات؛ بسبب الهجمات على المستشفيات”.