أدب وفنون

قرطاج في بيزنطة

*- في ساحة “تقسيم” استانبول

هي: – يو سبيك إنكليش؟.

آرام: – يو سبيك أرابيك!.

تضحك: – كيفاش عرفت إنّي عربية؟!.

آرام يضحك: – وكيف عرِفتِ إنِّي انكليزي؟.

هي: – ما نَجَّمتِش نعرف؛ يمكِن طلياني؛ تِشبَه للطَلَايِن.

آرام: – وإيطاليا قريبة.. على تونس.

هي: – كيفاش عرفت إنِّي تونسية؛ إنتَ من الإنس؛ ولّا من الجان؟!

آرام: – أنا.. من أولاد عَمّ الجَان.

هي: – كيفاش نمشي للبازار الكبير؟.

آرام: – عن جَد؟!.. أنا رايح على بازار بيازيد.

هي: –  لا عاد .. ما عادش صُدفَة هاذي؟!.

آرام: –  خلص؛ رح وَصلِك للبازار الكبير بنفسي؛ أمري لله.

هي: – قلت لي.. أمرَك لله؟!

آرام: – بتعرفي.. كتير بتصيري باهيَه.. لمّا تِنحِمئِي.

هي: – آشمعناها ها الكلمة: تِنحِمقِي؛ فاش تقول؟.

آرام: – أشرحلك ياها.. ونحنا ع الطريق؛ تفضلّي.. سيّدتي القُرطَاجِيَّة.

 

*- في التروماي من “كابتاش” إلى “بيازيد”.

هي: – عندَك بَرشا.. وإنتَ في اسطنبول؟.

آرام: – مِن 3 سنين؛ مِن لمَّا تهجَّرت.

هي: – يحمي السوريين.. رَبِّي.

آرام: – و يحميكُن من الثورة المُضادَة.

هي: – آآآه.. كانت أيام؛ حلم.. وما اكملش.

آرام: – ما عرَّفتيني.. على اسمِك؟

هي: – أليسار.. مش إنتَ تشوف كلّ تونسية أميرة؟!

يضحك آرام.

أليسار: – وشنوَه اسمَك؟.

آرام: – حَنّا بَعل السابع عشر.

تضحك أليسار: – أنا يرتاح قلبي لكلّ سوري؛ إلّا إنت.

آرام: – و أنا كلّ ما شفت تونسية؛ يصيبني حنين فينيقي.

أليسار: – حنين فينيقي؛ وبعد شويَّه: حبّ فينيقي؟!.

آرام: – ما تفهميني غَلَط.. يا أليسار.

أليسار: – كيفاش تحِبنِي نِفهَمَك؟.

آرام: – تعارفنا بالصُدفِه.. صَحّ؟.

أليسار: – إي صحيح.

آرام: – وأنا حاليًا اشتغل عندِك دليل سياحي.. صَحّ.

تضحك أليسار: – مِش صحيح.

آرام: – هَيّ أول مرَّة تِجِي فيها استنبول؟.

أليسار: – إي أوَّل مرَّة.

آرام: – بِدِّك شي مُعيَّن من بازار بيازيد؟.

أليسار: – ما فمَّا شي محدَّد؛ قالولي البازار هذا نِلقَى فيه كلّ شي.

آرام: – عندك وقت كافي؛ لنكتشف السوق كلّه؟.

أليسار: – عندي برشا وقت.. هاذا آخر يوم ليَّا وغُدوَة مسافرة.

آرام: – بكرا.. فيه إضراب بكلّ مطارات تركيا.

أليسار: – ما تفذلكش معايا.. حَنَّا بعل.

آرام: ” يضحك؛ وهما ينزلان من التروماي.

 

*- في بازار بيازيد

أليسار: – آخ يا ساقيّا.. تعبت.

آرام: – تعالي؛ هون فيه كافتريا؛ ما يقعدوا فيها إلا الأميرات؛ وعلى فكرة.. قعد فيها مَرَّة سارتر وسيمون دي بوفوار.

أليسار: – تعرف إنّك جُونتِيّ؛ هَذِي أول مَرَّة؛ يِجِي رَاجِل؛ يِجبِدلِي الكرسيّ باش نقعد.

آرام: – هَيّ وظيفة المُرَافقين للأميرات.

أليسار: – حنّا بعل.. إنتَ ديمًا هَكَّا؟!

آرام: – آآآخ.. يا أليسار؛ نِصّ المَزِح جَدّ؛ أما الجَدّ.. فيبَكِّي الحجر.

أليسار: – نفهم فيك.. اللّي تعدَّىّ على السوريين مِش شويَّة.

آرام: – بَلاهَا المَواجِع هلأ؛ شو بتشربي: اسبريسو طلياني؟.

أليسار: – كيفاش عرِفت؟!.

آرام: – كلّ التَوَانسَه يشربونها.. هَكّا.

أليسار “تضحك”: – إي صحيح.

آرام: – لأنُّو “صقليَّة” تنشاف من قلعة “سُوسَه”.

أليسار: – وشبابنا بَاش يرحلوا بالبحر من بلادنا.

آرام: – كلّ هجرة وَرَاهَا استبداد.

أليسار: – كلامك صحيح؛ وعلى هذا صارت الثورة التونسية.

آرام: – وللأسف.. ما اكتملت.

أليسار: – رحَل العرَّاب من الباب؛ وبَاش رِجعِت المافيا تَاعُو من الشبَّاك.

آرام: – وبمصر كمان؛ رجعت دولة الفلول والعسكر والبلطجيّة.

أليسار: – كان لازم ما نخلُّوش الثورة للسياسيين.

آرام: – قبل ما يحرق حالو بوعزيزي بعشر سنين؛ شفت نار الغضب بعيون التَوَانسَه.

أليسار: – إنتَ قداش مِن مرَّة جِيت فيها لتونس؟.

آرام: – أربع مرّات؛ وكل مرّة؛ بين 20 يوم وشهر.

أليسار: – تعرفها.. مليح.

آرام: – متل راحة كفّي.. من تونس العاصمة للقيروان؛ تعرفي إنّو حنّا بَعل مات غريب عن قرطاج وبعيد.

أليسار: – صحيح.. وقبرُه مُش كايِن في قرطاج.

آرام: – قبره هون؛ بتركيا؛ جنوب طروادة؛ وبعيد عن البحر.

 

*- على شاطىء البوسفور.

أليسار: – يعَيشَك حنّا بعل.. حَوَّست معايا؛ ذوقك بَاهِي؛ خاصةً في حَوَايِج النِسَا “يضحكان” وتَوَّا.. نستدعاك على فطور هنا ع البوسفور.

آرام: الأميرات يِعزِموا وبَس؛ ما بيدفعوا.

أليسار: خَلِّيك رِجَّال زكِرتَاوِي هكّا.. كِيف ما يقولوا أهل الشام.

آرام يضحك: – شو.. وِين شردتِ يا أميرة؟.

أليسار: – كنت نسأل في روحي؛ علاش الأحلام قصيرة هَكّا؛ وما تنَجِمش تتحقق؟.

آرام: – لأنّو الأحلام إذا تحققت.. بتموت.

أليسار: – وعلاش نحنا البشر.. باش نِبقَاو نِحلَمُوا؟!.

آرام: – لأنّو إذا ما حلِمنا.. نموت.

أليسار: – أحكي بالرّسمي؛ غُدوَة.. فَمَّا إضراب بالمطارات التركية؟.

آرام: – غُدوَة.. بس تروحي المطار؛ ويشوفوا عينيك الفينيقتين؛ رح يبدا الإضراب برشا.. برشا؛ والطيّارين يتركوا شغلهم؛ وتُوقَف المِلاحَة بالبوسفور؛ ويمكن يصير انقلاب.

أليسار: – ثَمَّ أميرة قرطاج معاك؛ ما ينجَحش أيَّا انقلاب.

 

*- من حكايات: آرام السوري.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق