تحقيقات وتقارير سياسية

مسيرة لآلاف الناشطين الأوروبيين نحو حلب لوقف الحرب فيها

أطلقت مجموعة من الناشطين الأوروبيين، وبعض السوريين، حملة ريادية ولافتة للنظر للذهاب إلى مدينة حلب في شمالي سورية سيرًا على الأقدام، ضمن كتلة بشرية لا تقل عن خمسة آلاف إنسان، أوروبي وغير أوروبي، للمساهمة في وقف الحرف، مُفترضين أن أحدًا لن يقصف جمعًا من كل الدول الأوروبية، وربما دول العالم، مُكوّنًا من خمسة آلاف إنسان، ممن لا هدف سياسي لهم.

ووفق القائمين على الحملة، فقد أعلن -حتى الآن- أكثر من ألف شخص انضمامه إلى الحملة، والتي من المتوقع أن تنطلق من العاصمة الألمانية برلين، في 26 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعنوان “إن كنت تريد إيقاف القتل في حلب، فلتأتِ معنا إلى حلب سيرًا على الأقدام”.

وستنطلق الحملة/ المسيرة من برلين، وتعبر جمهورية التشيك والنمسا، ثم سلوفينيا، كرواتيا، صربيا، مقدونيا، اليونان وتركيا؛ وصولًا إلى حلب، وسيسير هؤلاء على طريق سُمّي في أوروبا بـ “طريق اللاجئين”. ودُعي الناس للمشاركة؛ حتى لو بمسير يوم، أو أسبوع، أو طوال الرحلة، كلٌ وفق إمكانياته وقدراته.

ووفق القائمين على الحملة، فقد “حان الوقت للتحرك”؛ من أجل “إعادة الأمل إلى سورية والسوريين”، كما أن دخول سورية هو الوجهة، ولكنه ليس الهدف الوحيد والنهائي، وإنما تنفيذ الرحلة بأكملها، والإعراب عن الدعم، هو القضية الأكثر أهمية.

وقد اختار المنظمون سورية بوصفها “أكبر أزمة إنسانية في عصرنا، ولأنه “لم يعد بالإمكان مراقبتها، فهي تتوسع أكثر من ذلك”، ويريدون “تحويل الشعور بالعجز إلى أفعال، وجذب انتباه العالم كله إلى حقيقة أن المدنيين يموتون”.

ويشدد المنظمون على أنهم لا يريدون التدخّل في السياسة، ولا يُمثّلون أي أحزاب أو منظمات سياسية معينة، على الرغم من أنهم سيطالبون بفرض منطقة حظر جوي فوق سورية، وممرات إنسانية آمنة، لكن بهدف ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين”، وقد اختُيرت حلب لأنها “ساحة أشرس معركة في سورية الآن”.

وتهدف الخطة لإيصال صوتها إلى الأمم المتحدة، وجميع المؤسسات، أو الكيانات الأخرى التي يمكن أن تساهم في وقف المأساة السورية، بضرورة وقف ذبح وقتل المدنيين السوريين.

وعن الآمال، يقول المنظمون بأنهم يسعون، بكل الطرق والوسائل، والمواهب المُتاحة، والتصميم الفردي، لوقف قتل المدنيين في حلب، وفي كل المناطق السورية الأخرى، على حد سواء، وأن يقولوا بصوت عالٍ “لا” للحرب، “لا” للفظائع، و”لا” للموت، والوقوف -جنبًا إلى جنب- مع أصدقائنا السوريين، ولتحريض سياسيي بلدانهم على التجاوب مع مأساة المدنيين.

ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة/ المسير نحو ثلاثة أشهر ونصف الشهر؛ للوصول إلى الحدود السورية –  التركية، على أن يُقطع ما بين 15 و 25 كم كل يوم، اعتمادًا على الطقس والتضاريس والأحوال، وسيتواصل المشرفون عليها؛ لتأمين أماكن سكن على طول الطريق، بالاتصال بالمنظمات لترتيب مضيفين محليين، أو صالات رياضية، أو أحيانًا النوم في الخيام، وسيكون كل مشارك مسؤولًا عن طعامه ومصروفاته الشخصية خلال هذه الرحلة، ومُكّن الجميع من الانضمام إلى هذه الرحلة، بمن فيهم الأشخاص من ذوي الإعاقة الجسدية، شرط أن تكون لديهم القدرة على تحمّل البرودة ومتاعب الطريق، وجميع العقبات المحتملة.

ولفتوا -كذلك- إلى أنهم يعملون -منذ الآن- مع السلطات المحلية المعنية في كل بلد؛ لجعل المسيرة آمنة لجميع المشاركين، ولضمان أسلم مرور ممكن، مع ضمان وجود مرافقة طبّية دائمة على طول الطريق.

ويضم الفريق عددًا كبيرًا من الناشطين، يعملون على مدار الساعة، ويقول ستيفان، الألماني الذي يعيش في بولندا مع زوجته، والمسؤول عن المواصلات: إنه وافق على المشاركة خلال خمس دقائق بعد قراءته الإعلان، ويبحث الآن مع زملاء له عن أنسب الطرق وأكثرها أمنًا، وعن وسائل تأمين نقل المعدات الأساسية على طول الطريق عبر أوروبا إلى حلب، كالأدوية والمنظفات وغيرها من المواد الضرورية، ويعملون لتامين العدد الكافي من وسائل المواصلات التي ستنقل هذه المواد بمرافقة المسير، كما يأملون أن يستطيعوا -عبر متطوعين- تأمين وسائل نقل إضافية لنقل الضعفاء، أو الذين يرغبون بالمشاركة ولديهم صعوبات في المشي، وتحمّل الطريق الطويل، وختم بقوله: “أنا محترف في إدارة المشروعات، وآمل أن تساعد خبرتي في إنجاح هذه المسيرة، وستشاركني زوجتي المسيرة، لكن ابني ذي التسع سنوات سيبقى عند جدّيه، وسنشارك لأسابيع عدة، وعند عودتنا سنواصل مساعدتنا عبر الكومبيوتر”.

وعن سبب مشاركتها في المسير، وتطوعها في أن تكون مسؤولة عن قضايا إدارية لوجستية فيه، قالت “جوانا” البرتغالية: “لقد رزحت بلادي تحت حكم الديكتاتور لمدة 40 سنة، وكان جدّي في ذلك الوقت يعمل مع المقاومة، وكان يوزّع المنشورات التي تطالب بالحرية على دراجته سرًا، وقد اعتُقل وعُذب من أجل ذلك”.

وأضافت “اليوم أعيش في بلدان ديمقراطية، تنعم بحرية التعبير، ولا نحتاج لمنشورات ولا لدراجات لتوزيعها؛ لأن لدينا وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن نتبادل آراءنا بسهولة، لكن هذا لا يكفي”، وتابعت: “قررت الذهاب إلى حلب؛ لأني أقرأ الصحف، وأشاهد التلفاز، وهذا العالم ليس العالم الذي أريده لابنتي، حيث يتم تدمير مستشفيات الأطفال، ويُحمل الخُدّج بعيدًا عن حاضناتهم، وتتشرد العائلات، ويعيش اللاجئون في مخيمات لوقت لا نهائي، آباء وأمهات دون أولادهم، وأبناء دون أهاليهم، أجيال من الضياع، وتُرتكب جرائم ضد الإنسانية، جرائم ضد كل واحد منا، وعلينا أن نوقف هذا”.

ويمكن لمن لا يستطيع المشاركة في المسيرة المساعدة بطرق أخرى عديدة، مثل نشر أخبار المسيرة، وتعريف الناس بها، واستضافة بعض المشاركين في المنزل، أو تقديم الدعم لهم طوال الطريق.

 

للمشاركة في المسيرة، أو دعمها:

 

http://civilmarch.org

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق