أشاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها في المجمع الرئاسي، بموقف الشعب التركي “الذي استجاب” لدعوته إلى “تحويل العملات الأجنبية إلى الليرة التركية، وشراء الذهب”، بعد تراجع سعر صرف الليرة، أمام العملات الرئيسة، خلال الأسابيع الماضية.
تواصل الليرة التركية تعافيها لليوم الثالث على التوالي؛ ليسجل سعر الصرف أمس (الخميس) 3.36 ليرة تركية للدولار الواحد، مرتفعًا من أدنى مستوى سجله خلال الأسبوع الماضي عند 3.58 ليرة تركية للدولار الواحد.
وأكد أردوغان -خلال كلمته (الأربعاء)- أن “الركود الاقتصادي الذي تشهده السوق التركية خلال الفترة الأخيرة” ناجم عن عوامل “نفسية واستفزازية”، مشيرًا -في الوقت ذاته- إلى “عدم وجود أسباب اقتصادية ملموسة وراء ذلك الركود”.
استطاعت الليرة التركية تحقيق هذه المكاسب عبر سلسلة إجراءات حكومية، ترافقت مع استجابة كبيرة من الشعب التركي لدعوة الرئيس أردوغان باستبدال الدولار بالليرة التركية، بهدف “التصدي للمؤامرة الرامية لإفشال تركيا اقتصاديًا” على حد وصفه، بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو.
وأضاف أردوغان: “إن المتآمرين يحاولون تخريب الاقتصاد عن طريق المضاربة في سوقي الأسهم والعملة وأسعار الفائدة، بعدما فشلوا في انقلابهم منتصف تموز/يوليو الماضي”.
وفي مسعى منه لدفع الشعب إلى اتخاذ خطوة مماثلة في هذا الاتجاه، حوّل الرئيس التركي رصيده إلى الليرة التركية، حيث نشر وزير العدل التركي وثائق تحويل أردوغان لمدخراته لليرة التركية أمام البرلمان التركي، خلال مناقشة الموازنة العامة، وهي الخطوة التي دفعت كثيرًا من التجار الاتراك لاتخاذ خطوات داعمة لهذه الخطوة، ولو بشكل رمزي؛ من أجل تحفيز المواطنين على تحويل مدخراتهم بالعملات الأجنبية إلى الليرة التركية.
شهدت المدن التركية حملات كبيرة أقبل خلالها الناس إقبالًا واسعًا، على تحويل مدخراتهم إلى الليرة التركية، في خطوة شبهها كثير من المراقبين بنزول الشعب التركي إلى الشوارع؛ من أجل إفشال انقلاب تموز/يوليو الماضي؛ استجابة لاردوغان، وقدم كثير من أصحاب المحلات والشركات التجارية، والحرفيين والمطاعم خدمات تحفيزية لكل مواطن يصرف مدخراته من العملات الأجنبية إلى الليرة التركية.
في حين اتخذت الحكومة إجراءات تحفيزية عدة، وقال وزير النقل والمواصلات التركية، احمد أرسلان، إن “مؤسسة البريد والتلغراف التركية” لن تخصم ضرائب مالية في أثناء تحويل العملة الأجنبية إلى الليرة، بل وستمنح تخفيضًا بنسبة 10 بالمئة على مصروفات الشحن لكل من يحوّل عملة أجنبية إلى الليرة.
فيما أعلنت بورصة اسطنبول تحويل جميع أصولها النقدية إلى الليرة التركية، وقالت في بيان لها: “قررنا تحويل جميع الأصول النقدية إلى الليرة التركية، بدءًا من 2 كانون أول/ ديسمبر، وذلك؛ دعمًا لنداء رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ووضعها في حسابات الليرة”، كما قالت سلطة “تنظيم الطاقة” التابعة للدولة بأنها ستجري مناقصات توزيع الغاز بالليرة التركية، كذلك أعلنت وزارة الدفاع بأنها ستحول الأصول النقدية لصندوق الصناعات الدفاعية الرائدة إلى الليرة التركية.
خسرت الليرة التركية نحو 10 بالمئة من قيمتها خلال الشهر الماضي، وخاصة بعد توتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وارتفاع سعر الدولار بعد فوز دونالد ترامب.