ترجمات

الخوذ البيضاء في شرقي حلب ينشدون المساعدة بعد تقدم النظام

تقول جماعة الإنقاذ (الدفاع المدني)، يخشى المتطوعون على حياتهم حيث يقترب الجيش السوري، المدعوم من الميليشيا الإيرانية، من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

01

أحد أفراد أصحاب الخوذات البيضاء يقف وسط أنقاض مبنى مدمر بعد الضربات الجوية في حلب في تشرين الاول/ أكتوبر. صورة: كرم المصري/ وكالة الصحافة الفرنسية/ صور غيتي

حثت فرق الإنقاذ، أصحاب الخوذات البيضاء السورية، المنظمات الدولية لحماية متطوعيها، في الأجزاء التي يسيطر عليها المتمردون في شرقي حلب، محذرةً من أنهم يواجهون التعذيب والإعدام.

وقالت جماعة الإنقاذ، قبل نحو 48 ساعةً من وصول الجيش السوري المدعوم من الميليشيا الإيرانية، كنا نعمل ونخدم المناطق ذاتها.

“لو لم نخرج نحن، لواجه متطوعونا التعذيب والإعدام في مراكز احتجاز النظام،” قالت الجماعة. “لدينا سببٌ وجيه للخوفِ على حياتنا”.

جاء النداء بينما كان سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، يقول إنَّ الجيش السوري أوقف جميع العمليات العسكرية في شرقي حلب، للسماح لنحو 8000 من الأهالي بالمغادرة. وقال، إنَّ المسؤولين الروس والأميركيين سيبحثون الوثائق التفصيلية، في عطلة نهاية الأسبوع في جنيف، مضيفًا أنَّ موسكو مصممةً على هزيمة جميع “الإرهابيين” حتى إنهائهم بالكامل، بالتوافق مع قرارات مجلس الأمن.

ولمحت روسيا لمثل هذه الصفقات في الماضي، فقط لكي تخربهم، وقالت الولايات المتحدة إنها ترحب بـ “الإشارة إلى أن شيئًا إيجابيًا يمكن أن يحدث، ولكن علينا أن ننتظر ونرى”. وقال المتحدّث باسم البيت الابيض جوش إرنست: “لقد كانت مقاربتنا للحالة هي أن نستمع بعناية إلى ما يقوله الروس، ولكن سندقق في أعمالهم”.

وسيتم إطلاع مجلس الأمن من قبل مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في جلسة مغلقة يوم الجمعة اليوم.

يخشى أصحاب الخوذات البيضاء في حلب من أن “يُعاملوا بوصفهم إرهابيين” وقد يتعرضون للاعتقال أو الإعدام من قوات النظام المتقدمة. “نحن نُحمَّل الصليب الأحمر الدولي [اللجنة الدولية للصليب الأحمر] والأمم المتحدة ومجلس الأمن [التابع للأمم المتحدة] المسؤولية عن حياتنا، ونحن نطالبكم بتأمين ممرٍ آمن” أضاف البيان.

وقالت مصادر غربية، كانت هناك تقارير موثوقة، من أنَّ الناس يتعرضون للاعتقال التعسفي والإعدام في حلب، على الرغم من وجود نقص في المعلومات المؤكدة.

يعمل أصحاب الخوذ البيضاء في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في سورية، وقد حظوا بإشادةٍ دولية لعملهم عقب الهجمات، ولقد كان نظام بشار الأسد يصف دائمًا المجموعة، بوصفها أداةً للدعاية الغربية، لكنها تؤكد أن ليس لها أيُّ انتماءٍ سياسي، فهي تعمل فحسب، لإنقاذ حياة المدنيين في ظروفٍ خطرة للغاية، وقد رُشِّحَت لجائزة نوبل للسلام هذا العام، وتدعمُها ماليًّا المملكة المتحدة.

يرمز النداء إلى انهيار المقاومة في شرقي حلب، حيث ثلثا المدينة الآن تحت سيطرة النظام، ونحو مئة ألفٍ من المدنيين لا يزالون يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وعلى الرغم من تقدم النظام، لم يغادر كثيرٌ من المواطنين نظرًا لعدم وجود طريقٍ آمن، ولخطر الدخول مجددًا في منطقة الصراع.

وقال يان إيغلاند منسق الأمم المتحدة الإنساني في سوريا في جنيف، كانت أطراف النزاع على تناقضٍ تامّ في ما يخص الاتفاق على شروط وقف إطلاق النار.

وتابع، إنَّ خمسة أشهر من المفاوضات بشأن خطط المساعدات فشلت كلها، وأنتجت “لا شيء”، مضيفًا أنَّ الأمر يعود إلى موسكو وواشنطن للاتفاق على إخلاءٍ طوعي آمن من شرقي حلب.

“إن الدول الأعضاء التي من المفترض أن تساعدنا على الوصول إلى المدنيين في مناطق الاشتباكات هم متناقضون في كيفية تقديرهم لما يجري في سوريا، ليس لدينا دبلوماسية إنسانية موحدة من قبل الأطراف، ونحن نعدّ ذلك يقلل من إمكانية الوصول إلى الأرض.

“لم أكن أبدا في سنواتي الكثيرة والكثيرة، من المفاوضات الإنسانية، بمفاوضات صعبة ومحادثات محبطة لا تنتج شيئًا، على الرغم من آلاف الاتصالات مع جميع الأطراف، كما هو الحال الآن، بمرارة وإحباط يتعين علينا أن نعلن أننا لم نعد قادرين حتى على إخلاء الجرحى”.

رفض الأسد دعوة المتمردين يوم الأربعاء في 7 كانون الأول/ ديسمبر لوقف إطلاق النار لمدة خمسةِ أيامٍ، لإخلاء المدنيين إلى مناطق المعارضة.

أصرَّ الروس على أنهم كانوا يناقشون تفاصيل وقف إطلاق النار، في الأسابيع القليلة الماضية، لقد أظهرت روسيا مرارًا استعدادها للتفاوض، ولكن ليس للتوصل إلى اتفاق.

وتحدث لافروف مع وزير الخارجية الأميركية المنتهية ولايته، جون كيري، في هامبورغ، ولكن الولايات المتحدة لا ترى جدية في المفاوضات.

02

سيتشاور كيري مع وزراء الخارجية في باريس يوم السبت في 10 كانون الأول/ ديسمبر، لمناقشة العواقب الإنسانية للأزمة في حلب، ورسم إستراتيجية سياسية لما بعد سقوط المدينة المحتمل، حيث يصر عدد من الدبلوماسيين على أن سقوط حلب لا يعني نهاية الحرب الأهلية، ولكنّه -ببساطةٍ- علامة على بداية مرحلة تمردٍ أكثر وحشية.

ومن المرجّح أن يرغب المتمردون في الفرار إلى إدلب، التي تبعد 35 ميلًا إلى الغرب من حلب، أو إلى منطقة درع الفرات، إلى الشمال من حلب.

سيضع الاستيلاء على شرقي حلب خمس مدن سورية كبرى، من الجنوب، مرورًا بالوسط، إلى الجهة الغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، تحت سيطرة الأسد، ولكن السلطة لا تزال مجزّأةً. يريد الأسد المضي قدمًا لاستعادة السيطرة على كل البلاد، ولكن ذلك يعتمد على الدعم الروسي والإيراني للقيام بذلك.

 

اسم المقالة الأصليWhite Helmets in east Aleppo plead for help after regime advances
الكاتبPatrick Wintour، باتريك وينتور
مكان النشر وتاريخهالغارديان، The guardian

8-12-2016

رابط المقالةhttps://www.theguardian.com/world/2016/dec/08/white-helmets-in-east-aleppo-plead-for-help-as-regime-advances
المترجمأحمد عيشة
الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق