تحقيقات وتقارير سياسية

(فتح الشام): “دواعش جنوب دمشق إلى الدفاع الوطني”

أكد مصدر عسكري من “جبهة فتح الشام” في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة، أن النظام رفض طلبًا من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) جنوبي دمشق، لإخراج عناصر التنظيم نحو الرقة، شمالي شرقي البلاد، وأبدى موافقته على إخراج 200 شخص فقط، مقابل أن يخضع بقية عناصر التنظيم إلى تسوية وضع، وينخرطوا ضمن ميليشيات “الدفاع الوطني” الموالية للنظام السوري.

وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إلى أنه -وحتى اللحظة- “لا توجد مفاوضات جدية لتحديد مصير مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وأن المفاوضات محصورة بين الجبهة والنظام للخروج باتجاه إدلب لكنها توقفت -أخيرًا- على حد تعبير المصدر”.

جاء كلام المصدر بعد أن أكد عدد من المواقع الإعلامية داخل جنوبي دمشق، أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يعيش حالة من عدم التوازن، جعلته في وضع من التوتر والتخبط، في إثر خروج عدد من أمراء التنظيم، على رأسهم الأمير المعزول، أبو صياح طيارة، الملقب (فرامة)، باتجاه الرقة، أو بئر قصب بريف دمشق.

بحسب المواقع، فإن “داعش” في جنوبي دمشق يتجه إلى فك الارتباط بقيادة التنظيم في مدينة الرقة، والذهاب نحو تشكيل فصيل جديد يحمل اسمًا مختلفًا، معظمه من أبناء الجولان في حي الحجر الأسود، معقل التنظيم جنوبي العاصمة.

وأكدت المواقع أن عددًا من عناصر “داعش” بدؤوا بتسليم أنفسهم إلى فصائل المعارضة المسلحة داخل بلدات (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، موضحةً أن هذه التطورات تأتي في سياق ما يتوارد من معلومات حول المفاوضات بين المعارضة والنظام لتحديد مصير المنطقة.

وقال المصدر العسكري في “جبهة فتح الشام” لـ (جيرون): إن المفاوضات “بين النظام السوري والتنظيم لم تتوقف، وهي متواصلة، وشهدت -في الآونة الأخيرة- تطورًا ملحوظًا، خاصةً بعد أن خرج عدد من قيادات التنظيم بتنسيق مع النظام إلى الرقة وبئر قصب”.

ولفت المصدر إلى أن التنظيم طلب أخيرًا، الخروج إلى الرقة، لكن النظام رفض، وأبدى تعاونًا لإخراج 200 عنصر فقط، ما بين مقاتلين وأمراء مع عائلاتهم، بشرط أن يقبل من يتبقى بتسوية أوضاعهم والانخراط في ميليشيات الدفاع الوطني المتحالفة مع النظام، وإلا فإن الأخير سيهاجم ويقصف مواقعهم، وبدأ فعلًا بعض مقاتلي التنظيم بتسجيل أسمائهم لتسوية وضعهم، وهناك معلومات مؤكدة أن (داعش) جنوب دمشق ذاهب لفك الارتباط بقيادة التنظيم في الرقة، وتغيير اسمه إلى فصيل يحمل أو يدل على أبناء الجولان من الحجر الأسود”.

جنوب دمشق إلى الانفجار

أبدى عدد من ناشطي الجنوب الدمشقي -خلال الآونة الأخيرة- مخاوفهم مما قد تفضي إليه المفاوضات الجارية بين المعارضة والنظام في منطقتهم، خاصة أن الخيار المطروح من النظام هو إما المصالحة، أو حرق المنطقة التي تضم أعدادًا كبيرة من المدنيين، في حين طرحت اللجنة السياسية (ممثل جنوب دمشق في المفاوضات) عدة سيناريوهات، جميعها ممكنة، دون الوصول حتى اللحظة إلى قرار حاسم.

بدوره قال القائد العسكري في “فتح الشام”: إن الأمور “شديدة التعقيد، فبلدات يلدا ببيلا بيت سحم هي مناطق مصالحات، ويوجد فيها نحو 5 آلاف مقاتل، موزعين بين عدة فصائل وكتائب، وليسوا جميعًا على رأي واحد، فبينهم من يريد الخروج إلى إدلب، ومنهم من يقبل بتسوية الأوضاع والمصالحة، وهناك من يرفض كل هذه الطروحات، ويصر على القتال والمضي في درب الثورة، أضف إلى ذلك التعقيدات المرتبطة بطبيعة الفصائل التي تتقاسم السيطرة على أحياء وبلدات الجنوب الدمشقي، فهناك (داعش) التي تكفر الجميع، وتسعى لمشروع خاص يتقاطع مع خطط النظام وحلفائه، أعتقد أن الأمور ضبابية جدًا، وكاذب من يقول أن بإمكانه تقديم تصور ما حول مستقبل جنوب العاصمة”.

يرى المصدر أن الأمور تسير “نحو الحرب المفتوحة”. “حرب داخلية بين الفصائل، ولا سيما مع تصاعد الأصوات في البلدات الثلاث؛ لفك الحصار عن ساحة الريجة، وإنهاء الخلاف مع( فتح الشام)، وحرب مع النظام؛ لأن كثيرًا من المقاتلين لا يريدون الخروج، وهو ما لا يقبله النظام نظرًا لحساسية الجنوب الدمشقي من الناحية العسكرية، فهو الأقرب إلى أحياء قلب العاصمة دمشق، مثل الميدان والزاهرة، إضافة لإشرافه على طريق مطار دمشق الدولي، واتصاله بمناطق حساسة، مثل جرمانا وغيرها، وأي تغير في خريطة المعارك قد يفضي إلى اتصال جغرافي بين مناطقنا ومناطق الغوطة الشرقية، أعتقد أن مجمل الاحتمالات معلقة على رصاصة، كيف ومتى ومن يطلقها، هذا لا يعلمه إلا الله”.

مصير المخيم والمفاوضات مع “فتح الشام”

تستمر التسريبات حول مفاوضات متواصلة بين أطراف فلسطينية عديدة مع النظام السوري لإعادة مخيم اليرموك إلى كنف الأول، برعاية “منظمة التحرير الفلسطينية”، بوصفها وسيطًا في تلك المفاوضات، إلا أنه لم يتضح أي تأكيد بهذا الشأن، وبقي المخيم يعيش بين ثنائية الحصار والقصف، دون أي مؤشر يدل على انفراج قريب.

وقال المصدر في “فتح الشام”: “لا يوجد أي مفاوضة جادة حول مصير المخيم أو تحييده، هناك مفاوضات متقطعة بين (فتح الشام) والنظام؛ لإخراجنا نحو إدلب، برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، وتوصلنا سابقًا إلى اتفاق بهذا الخصوص، مقابل حصول النظام على خط الغاز الذي سيطرت عليها الجبهة في القلمون، إلا أن حزب الله اللبناني عرقل هذا الاتفاق؛ لأنه يريد إخراج أسراه من معتقلات الجبهة بريف إدلب، بالنسبة لنا في (فتح الشام) لن نقبل إلا بخروج عزيز لنا وللمحاصرين معنا، أو نموت جميعًا كمقاتلين ومدنيين، نرفض تسليم أحد أو ترك أحد لهذا النظام المجرم وميليشياته الطائفية، لن نترك المنشقين وأهلنا وأعراضنا لميليشيات القتل، وهذا بتوافق الجميع، عسكريين ومدنيين”.

وأوضح المصدر أن “منظمة التحرير الفلسطينية” ليس لها أي دور في المفاوضات بين (فتح الشام) والنظام، مشددًا على أن الأولى “في خندق واحد مع النظام السوري الساعي لتهجير اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء مخيماتهم وسحق حلم العودة مرة، وإلى الأبد”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق