قضايا المجتمع

“وسائل التواصل الاجتماعي” في محافظة الحسكة متهمة بالتجييش

باتت وسائل التواصل الاجتماعي، تحقق نوعًا من الحرية، بعد سنوات طويلة من استبداد النظام السوري وقمعه، إلّا أنها، وفقًا لمتابعين، تُدرج ضمن إطار الحرية النسبية، فكثير من المستخدمين يتخذونها وسائل للتجييش العرقي أو الطائفي.

وترى الباحثة والعاملة في الشأن المدني، زينب خوجا، أنّ “كثيرين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الجزيرة السورية، يطرحون الموضوعات كافة، انطلاقًا من وجهة نظر ضيقة”، ولذلك؛ ليست هناك “حرية تعبير بقدر ما هي حرية في طرح مفاهيم غير ملائمة للمرحلة التي تمرّ بها سورية، سواء من الناحية السياسية، أم من الناحية المعيشية”.

وقالت خوجا لـ (جيرون): “يبدو ذلك جليًا في ردّات الفعل المدوّنة خلال التعليقات، فكثير منهم يسارع إلى الدفاع عن فكرته بأسلوب فجّ، لا يُغني الموضوع، ولا يقدم له إضافات معرفية، تكون في متناول عامة الناس، وقد تتدخل الشخصانية لتحيل المسألة إلى تناحر بين فرد وآخر، ليضيع المعنى الحقيقي لتطبيق مفهوم الحرية الحقة”.

وأضافت: “لا يخفى على أحد أن هناك شريحة واسعة ترى الحرية في الاستهانة بالآخر، وكتابة ما طاب لهم، وما أمْلت عليه نفوسهم، فوسائل التواصل الاجتماعي تكاد تكون متنفسًا لكثيرين، وجدوا فيها ضالتهم للصراخ وإيصال أصواتهم، وفي الوقت ذاته، غدت وسيلةً للانتقام والتشهير وكبت الحريات بطرق شتى”.

من جهته قال المواطن، باسم حسكو، لـ (جيرون): “أنا من المتابعين للشأن اليومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأعدّها الطريقة الوحيدة للحصول على الأخبار وآخر المستجدّات، محليًا وعربيًا وعالميًا”، لكن ذلك لا يعني أن حرية التعبير من خلالها متوفرة للجميع، الحرية “متوفرة لأصحاب الأسماء المستعارة، حيث يمكنهم أن يعبّروا بحرية أكبر، أما أصحاب الأسماء الحقيقية فليس بمقدورهم طرح أفكارهم وقناعاتهم”.

ويذهب الصحافي جابر جندو، إلى أنّ وسائل التواصل: “حققت الكثير، لأن كل شخص بات بإمكانه الآن الكتابة وطرح الأفكار التي يؤمن بها بكل حرية ودون رقابة، وبات بإمكان الجميع التعرف بسهولة أكثر على الأفكار السياسية الأخرى، والتعرف إلى عادات وتقاليد الأديان، وبات بمقدور الجميع إيصال أفكارهم، أو ما يودّون التعبير عنه”.

ويلفت جابر إلى أن الوضع في الجزيرة السورية يختلف عن باقي الأماكن التي تتيح حرية التعبير عن وسائل التواصل الاجتماعي، إذ “لم يعد الناس في الجزيرة السوريَّة، يعبّرون عن آرائهم السياسية أو الدينية بحرية، فالمواطن بات يخاف من أن يطرح رأيه الحقيقي، لأن هناك سلطة تحاسب، على إعجاب بصفحة أو خبر في (فيسبوك) لا يتوافق وسياستها”.

ويرى الناشط جوان زورو أن: “وسائل التواصل الاجتماعي حققت أهمّ شيء، وهو نقل معاناة الناس من بعضهم بعض بطريقة رخيصة وغير مُكلفة، وجعلت المودة بين الناس في أعلى المستويات، وخاصًة للفرد اللاجئ في الدول الأوروبية، وجعلت نقل الخبر يتسم بالسرعة الكبيرة”، ومن الناحية السياسية، جعلت وسائل التواصل ” شخصيات عديدة تعبر عن رأيها عبر هذا المنبر الافتراضي الذي له كل الأثر، علمًا أنه كان من الصعب تحقيق ذلك سابقًا؛ بسبب النظام الأمني المشدَّد، كما أن هذا التقدم بات يقصي التلفاز والإذاعة”.

في المحصلة يرى كثير من المتابعين أن وسائل التواصل الاجتماعي “خلقت فجوة بين المجتمع السوري عامة، ومنهم من يستخدم تلك الوسائل للتشويه، أو لتزوير الحقائق، وللاستقطاب السياسي والاجتماعي والطائفي، وهي لم تنتقل بعد من حالتها الدعائية- الحربية الراهنة إلى حالة السلم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق