يؤكد ناشطون من الغوطة الشرقية أن التصعيد العسكري الذي تشهده مناطقهم على مدار الأشهر الماضية، يأتي في سياق سياسة النظام وحليفته موسكو؛ لإفراغ محيط العاصمة دمشق من معاقل الثورة، ضمن خطط سياسية كبرى تهدف -بطريقة أو بأخرى- إلى إعادة تعويم نظام الأسد، وفق تعبير “المصالحة والعودة إلى حضن الوطن”، موضحين أن هذا السناريو لن ينجح في الغوطة، لافتين إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تغييرًا في التكتيكات العسكرية لفصائل المعارضة، تقوم على الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بعد عودة الوفاق بين الفصيلين الأكبرين: “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”.
تتواصل الاشتباكات العنيفة، بين فصائل المعارضة المسلحة، من جهة، وقوات النظام السوري المدعومة بالميليشيات الرديفة وغطاء جوي روسي، من جهةٍ ثانية، على محاور الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق منذ أشهر، في محاولةٍ من النظام وحلفائه لاقتحام دفاعات المعارضة وتقطيع أوصال المناطق؛ وصولاً إلى مرحلة حصار المدنيين والمقاتلين داخل الأحياء السكنية، لتطبيق سيناريو التهجير القسري على الغوطة، وفق ما يؤكده ناشطون إعلاميون من المنطقة.
وأوضحت مصادر ميدانية لـ (جيرون) أن “أعنف الاشتباكات دارت خلال الأيام الثلاثة الماضية على أطراف مدينة دوما، من جهة طريق دمشق-حمص الدولية، وذلك بفعل محاولات لا تتوقف من قوات النظام وميليشياتها لكسر تحصينات المدافعين، والتقدم باتجاه المدينة التي تعدّ أحد أبرز معاقل المعارضة المسلحة في محيط دمشق”.
بدوره قال الناشط الإعلامي ياسر الدوماني لـ (جيرون): إن ” أطراف مدينة دوما من جهة الطريق الدولية دمشق- حمص، تشهد اشتباكات عنيفة، يرافقها قصف متواصل على المناطق السكنية ومحاور الاشتباك؛ للتغطية على القوات التي تحاول التقدم على الأرض، إلا أن مقاتلي (جيش الإسلام) استطاعوا صد هذه المحاولات، موقعين -على مدى الأيام الماضية- خسائر في صفوف المهاجمين، تجاوزت 20 قتيلًا، إضافة إلى عطب عدد من الآليات الثقيلة”.
ووصف الدوماني الوضع الإنساني داخل دوما والمناطق المجاورة بـ “السيئ جدًا، نتيجة القصف والحصار المستمر، إذ لدينا أعداد من الجرحى، في ظل عجز طبي كبير”، إضافة إلى انتشار الخوف والذعر في صفوف المدنيين، ولا سيما الأطفال والنساء.
من جهة أخرى تشهد جبهات المحمدية والميدعاني، وغيرها من محاور التماس في الغوطة، اشتباكات مماثلة، دون أن تستطيع القوات المهاجمة إحراز أي تقدم على حساب المدافعين؛ حتى اللحظة.
