قضايا المجتمع

السوريون في الأردن “الإعاقة مشروع حياة”

عشرون شابًا سوريًا، جمعهم وضع صحي متشابه، قرروا أن يواجهوا الحياة والمُجتمع معًا، من خلال، العمل مجتمعين في تعلم مهن يدوية مختلفة، ليثبتوا أن الإعاقة لا تمنع المرء من أن يكون فاعلًا في مجتمعه.

شارك مجموعة من الشباب السوري في الأردن، ممن تسببت لهم الحرب الدائرة في سورية بإعاقات دائمة، في معرض للحرف اليدوية، رعاه مشروع “إعاقتي انطلاقتي – مشروع حياة” بمدينة إربد الأردنية.

وقالت نهلة السوفاني، المُنسقة والمشرفة على المعرض، لـ (جيرون): إن بداية المشروع “انطلقت من فكرة دعم هؤلاء الشباب، من خلال تعليمهم بعض المهن، وجرى التنسيق مع الصديقة المُدربة الأردنية للمهن اليدوية، تهاني الجعفري، لتدريبهم على عدة مهن منها: تركيب العطور، وتصنيع الإكسسوار، وأعمال الشمع، والصابون الطبي”.

استمر التحضير للمعرض شهرًا، جمع المشاركون خلاله مبلغًا ماليًا من بعضهم بعضًا، لشراء مستلزمات التحضير، وبدأت الاعمال في (مركز الصحابة) في مدينة إربد.

تتلاءم المهن، التي تعلمتها المجموعة، مع قدرة المعوقين على الحركة، كما أن تكاليف إنتاجها منخفضة، وهي إلى ذلك لا تحتاج لترخيص مزاولتها، كونها تعدّ من أنواع الأعمال المنزلية.

لفتت المشرفة على المعرض، إلى “امتلاء الشباب بالطاقة والحيوية، وتمثلهم لقيم العمل الجماعي” وكان المعرض “بمنزلة متنفس لهم، وخطوة أولى نحو البدء في حياة جديدة، ما ساهم في تغيير نظرتهم إلى الحياة والمجتمع، إذ باتوا يعدون أنفسهم أشخاصًا فاعلين”.

ترفض نهلة وفريقها تصنيف أعضاء المجموعة بأنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن “هذا التصنيف يتعارض مع فكرة الاندماج بالمجتمع”، وبناء على ذلك” جرى اختيار اسم المعرض (إعاقتي انطلاقتي)، فالإنسان يمكنه العمل، سواء أكان سليمًا من الناحية الجسدية، أم كانت لديه إعاقة في أحد أعضاء جسده”.

وقال محمد الفالوجي، من أعضاء فريق العمل، مصاب بشلل حركي؛ نتيجة إصابة في النخاع الشوكي، لـ (جيرون): إن “مفوضية اللاجئين أوقفت منذ مدة المساعدة المالية الشهرية، المسماة (بصمة العين) لقسم كبير منا، كما جرى تخفيض القسيمة الغذائية للأشخاص أنفسهم من مبلغ 20 دينار إلى 10 دنانير لكل فرد، فإجتمعنا وكنا عشرين شابًا، واتفقنا على العمل جماعيًا، وبمساعدة الأشخاص الذين وقفوا معنا وساعدونا في التدريب استطعنا الوصول إلى إفتتاح هذا المعرض اليوم (السبت)، ونعدّه إنجازًا كبيرًا”.

تكافلت المجموعة فيما بينها، وأنشأت صندوقًا تعاونيًا، تجري تغذيته بمبالغ متواضعة من أعضاء المجموعة نفسها، وتُمنح “موجودات الصندوق لأي شخص منا، فلا يزال قسم من مجموعتنا بحاجة ماسة لكراسٍ كهربائية مُتحركة، نحاول العمل على تأمينها إضافة للعديد من الحاجات الأخرى”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

إغلاق