شكل سقوط مدينة تدمر، في ريف حمص الشرقي، حالةً من الإرباك والهلع في صفوف أهالي مدينة القريتين المجاورة، ولا سيما بعد تواتر الأنباء عن وصول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى مشارف المدينة، وسيطرته على حاجز المفرق الواقع على الطريق الواصل بين القريتين ومطار “تي فور” العسكري؛ ما دفع بالأهالي إلى محاولة النزوح عن المدينة، إلا أن حواجز النظام منعتهم.
وأفاد شهود عيان لـ (جيرون) بأنهم لاحظوا “تحركات لعدة آليات عسكرية، الأسبوع الماضي”، رجحوا أنها “حالات هروب لضباط النظام وعناصره المتمركزة في عدد من الحواجز المحيطة بمدينة القريتين.”
يتخوف الأهالي، بحسب مصادر محلية، من تحول مدينتهم إلى ساحةٍ للصراع بين قوات النظام والميليشيات الموالية له، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي بات قريبًا من المدينة.
أوضحت المصادر ذاتها، أن حواجز النظام العسكرية الموجودة على مداخل المدينة، منعت السكان من النزوح خارجها، باتجاه بلدات مهين وصدد المجاورتين، وأضافت المصادر، أن المسؤولين عن الحواجز منعوا السكان من الخروج؛ بذريعة أن “مدينة القريتين لا تزال آمنة، ولا توجد مخاطر على الأهالي”.
وكان النظام السوري، مدعومًا بالطيران الروسي، قد استعاد مطلع نيسان/ أبريل الماضي، السيطرة على مدينة القريتين بريف حمص، بعدما تمكن من طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلا أن الأخير تمكن من السيطرة عليها مُجددًا الشهر الماضي، في عملية أثارت شكوكًا حول سرعة إخلاء قوات النظام لمواقعها داخل المدينة الاستراتيجية القريبة من أكبر حقلين للغاز في سورية: جزل والشاعر.
تأتي هذه التطورات، بعد إعلان (داعش) تمكنه من قطع الطريق الواصل بين مطار الـ “تي فور” العسكري، ومدينة القريتين، شرق مدينة حمص. وكانت وكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، ذكرت -عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، سيطرتها على حاجز مفرق القريتين الاستراتيجي جنوب غرب مطار الـ “تي فور”، وبذلك تمكنت من قطع الطريق الواصل بين المطار والقريتين”.
تبعد القريتين 70 كيلومترًا عن مركز مدينة حمص، ويقطنها نحو 50 ألف نسمة، كما تُعد ثالث أهم مدن ريف حمص الشرقي، بعد تدمر والسخنة، ويحاول التنظيم، منذ بداية توسعه في المنطقة ربط هذه المدن -مُجتمعة- بمناطق سيطرته في منطقة القلمون الشرقي، من ريف دمشق، ليتاح له نقل قواته وإمداداته بحرية بين المنطقتين.
