دأب الإيرانيون منذ بداية “الثورة الإسلامية” على التمسّح بالقدس، والتذرع بدعم القضية الفلسطينية، والاتكاء عليهما لإعلاء شعارات “الممانعة” و”المقاومة”، وما شابهها من شعارات، وكشفت الثورة السورية موقف المشروع الفارسي/ الطائفي منها، ومن الثورات العربية المُماثلة، وفضحت -كذلك- الحقد الإيراني على سورية أرضًا وشعبًا وتاريخًا.
تُؤكّد حقائق العلاقة بين إيران وإسرائيل، زيف ادّعاءات النظام الإيراني، الذي تاجر وزاود بالقضية الفلسطينية، وانبرى -في غير مناسبة- مُتحدّثًا باسم الشعب الفلسطيني وبعض فصائله.
على الرغم من ادّعاءات إيران بدعم الثورة الفلسطينية، نجدها تُقيم العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، العدو اللدود لهذه الثورة، ونسمع ونقرأ عن تدفقات استثمارية من الدولة العبرية إلى إيران، بلغت قيمتها التراكمية نحو 30 مليار دولار نهاية أب/ أغسطس 2013. وفق ما أعلنته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ومنذ ذلك الوقت، تضاعف هذا التبادل التجاري لأرقام تجنّب الطرفان الإعلان عنها، كلٌ لأسبابه.
كذلك، أشارت الصحيفة نفسها، إلى أن عدد يهود إيران في إسرائيل يزيد عن 200 ألف نسمة، وهم يتمتعون بنفوذ واسع في قطاعات التجارة والمقاولات والسياسة، ونفوذ أكبر في قيادة الجيش الإسرائيلي.
وحول هذا التبادل التجاري والتقارب الاقتصادي، قال منصور الأحوازي، القيادي في “الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية”، لـ(جيرون): إن الاستثمارات الاسرائيلية في إيران تتركز في ثلاثة قطاعات: تأمين قطع تبديل الطائرات، والنفط، والأسلحة”. وذكّر بصفقة النفط الإيراني إلى إسرائيل عام 1982 مقابل الأسلحة التي حصلت عليها الدولة العبرية من جنوب لبنان، وبلغت قيمتها، حينذاك، نحو 100 مليون دولار، باعتراف الرئيس الإيراني الأسبق، أبو الحسن بني صدر.
يؤكد الأحوازي، أن العلاقات بين إيران وإسرائيل “قديمة ومبنية على ثوابت وأسس متينة، وقد مرّت العلاقة بين الدولتين عبر مرحلتين: الأولى بعد احتلال فلسطين، وقيام دولة اسرائيل واعتراف إيران بها، وبعدها تم بناء علاقات قويّة على جميع الأصعدة، أكثرها بروزًا، الحلف الاستراتيجي بين الطرفين لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية”.
بينما بدأت المرحلة الثانية، بعد “قيام ثورة الشعوب عام 1979، وكان أبرز تجليات هذا التعاون إقدام إيران على شراء أسلحة من إسرائيل، إبّان حربها مع العراق”.
يُقدّر عدد اليهود في إيران بنحو 45 ألف نسمة، ويعود سبب انخفاض أعدادهم إلى هجرة نحو ربع مليون يهودي إلى إسرائيل، بعد قيام الدولة العبرية، ويوجد “في إيران 76 كنيسًا لليهود، يُمارسون طقوسهم الدينية فيها بكل أريحية”. بينما “يوجد مليون سني في طهران، لا يُسمح لهم ببناء مسجد واحد”. ويؤكد الأحوازي أن “خطورة المشروع الفارسي بيّنة وواضحة للعيان، ولا نغُرنّنا التصريحات حول دعم الثورة الفلسطينية، وقد حذّرنا أشقاءنا العرب من خطورة المشروع الفارسي، ونُحذّر مرة أخرى من أن سورية لن تكون الأخيرة في قائمة الطموحات الإيرانية”، داعيًا لنقل “المعركة إلى داخل حدود إيران، ودعم القضية الأحوازية علنًا، والاعتراف بها دولةً عربية مُحتلة”.
كشف الأحوازي عن “تنسيق وتشاور بين القوى الأحوازية والسورية الثائرة، فثمة مُشتركات كثيرة تجمع بين الثورتين، وأهمها العدو الرئيس، وهو الدولة الفارسية العنصرية التي تقتل الشعبين: السوري والأحوازي”.