بثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إصدارًا مرئيًا جديدًا بعنوان (درع الصليب) يظهر فيه جنديين من القوات التركية المشاركة في عملية (درع الفرات)، داخل قفص حديدي، ثم يقتادهما عناصر من التنظيم، ويشرعون في إحراقهما حتى الموت، وتضمّن الإصدار تهديدًا لتركيا بـ “حرق جميع جنودها، مالم تسحب قواتها من سورية”.
يأتي الإصدار الجديد بعد يوم واحد فقط من الخسائر البشرية الكبيرة، التي مُني بها الجيش التركي وفصائل من الجيش الحر في محيط مدينة الباب، إثر هجوم واسع شنّه التنظيم على مواقع تلك القوات، مُستخدمًا فيه سيارات مفخخة، وهو ما دفع الرئيس التركي للتأكيد مُجدّدًا على أن الخسائر البشرية، لن توقف العمليات العسكرية التركية ضد التنظيم.
وقال أردوغان “نضالنا ليس نضالًا عاديًا، استشهد أمس(الاربعاء) 16 من جنودنا في مدينة الباب (السورية)، وقُتل حوالي 200 من عناصر داعش. لا يُمكن أن نلتزم الصمت حيال من يهددون بلادنا على الدوام، ونقوم الآن بما يلزم تجاههم”.
عدّ الرئيس التركي أن ما تخوضه تركيا حاليًا هو “أكبر معركة بعد حرب الاستقلال”، وأن المعركة الحالية “هي من أجل وحدة الشعب، والعلم، والوطن والدولة” على حدّ قوله، كما أشار إلى أن المرحلة “حرجة تجري فيها محاولات لإعادة هيكلة العالم والمنطقة من جديد، وأن تركيا لو حاولت التوقف عن مسيرتها، فستجد نفسها في أوضاع مشابهة إبّان معاهدة سيفر”.
من ناحيتها، نقلت وكالة الاناضول عن مصادر عسكرية تركية نفيها للمزاعم التي تتحدث عن انسحاب القوات التركية المشاركة في عملية (درع الفرات)، من محيط مدينة الباب.
ميدانيًا أعلنت القوات المسلحة التركية في بيانها، أمس (الجمعة)، عن مقتل 22 عنصرًا من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في غارة جوية نفذتها مقاتلات تركية على أهداف للتنظيم في مدينة الباب، وأشار البيان إلى استهداف 51 هدفًا للتنظيم خلال الغارات الجوية يوم أمس، كما قصفت المدفعية التركية 143 هدفًا للتنظيم، فيما جرى إلقاء القبض على 31 من بين 41 مُشتبهًا أمرت نيابة إسطنبول بتوقيفهم، ضمن التحقيقات المتعلقة بشبهة الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
يُذكر أن تركيا أعلنت، قبل ثلاثة أسابيع، فُقدان الاتصال بالعسكريين الإثنين، اللذين أحرقهما التنظيم (الخميس)؛ وذلك بالقرب من قرية الدانا التابعة لمدينة الباب، حيث أعلن التنظيم وقتئذ، أنه أسر الجنديين بعد عملية تسلل ناجحة.