استبقت قوات النظام السوري، اعلان وقف إطلاق النار، ليلة الخميس الجمعة، وشنت حملة قصف استهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية، سقط في إثرها ما لا يقل عن 24 قتيلًا، إضافةً إلى عشرات الجرحى، في الوقت الذي تواترت فيه الأنباء عن خسائر فادحة لحقت بقوات الأسد وميليشيات حزب الله في وادي بردى.
وأكد ناشطون من داخل الغوطة الشرقية أن قصفًا جويًا من طيران النظام الحربي على مدن دوما وحرستا وزملكا وغيرها، أسفر عن مقتل 24 شخصًا 14 منهم في دوما وحدها، مُوضحين أن القصف الجوي رافقه قصف عنيف بصواريخ أرض-أرض وصواريخ فيل والمدفعية الثقيلة.
من جهتها أكدت مصار من “جيش الإسلام” أن الاشتباكات تواصلت على معظم الجبهات الشرقية للغوطة، ولا سيما محور الميدعاني الذي شهد أعنف الاشتباكات بين مقاتلي “جيش الإسلام”، مدعومًا بعناصر من فصائل المنطقة وقوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، بعد محاولتها التقدم على مواقع مقاتلي المعارضة، وأوضحت المصادر أن المدافعين في حالة استنفار، تحسبًا لاستغلال قوات النظام اتفاق وقف إطلاق النار للتقدم والسيطرة على مناطق جديدة في الغوطة.
وأضافت أن سلاح المدفعية في “جيش الإسلام” استهدف استهدافًا مباشرًا مواقع وتحصينات قوات النظام على جبهة الريحان، وقتل ضابطًا للنظام برتبة عقيد.
من جهةٍ أخرى، جدّدت قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني، أمس (الجمعة)، قصفها المدفعي والصاروخي لجرود وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي، بعد ساعات من إعلان اتفاق لوقف إطلاق نار شامل في سورية.
وقال الناشط، حسين أبو علي، لـ (جيرون): “استخدمت قوات النظام وميليشيا حزب الله كل ما لديها من أسلحة وقوة نارية ومشاة؛ لاقتحام قرى وبلدات وادي بردى، إلا أن قوات المعارضة في المنطقة صدّت جميع محاولات الاقتحام، وكبّدت المهاجمين خسائر فادحة في العتاد والأرواح تجاوزت 80 قتيلًا و50 جريحًا، إضافةً إلى تدمير دبابتين وعربة ب م ب وعربة شيلكا، ونحو 3 تركسات”.
وأضاف أبو علي “المعارك والقصف المتواصل على المنطقة خلّف أوضاعًا إنسانية مأسوية، ولا سيما أن القصف استهدف منذ الأيام الأولى عددًا من النقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني وأخرج بعضها عن الخدمة نهائيًا، فقد توفي الإثنين الماضي طفل حديث الولادة، لا يتجاوز عمره اليوم الواحد؛ نتيجة نقص المواد والأدوات الطبية اللازمة للعناية بمثل هذه الحالات”.
