أكد مصدر خاص من جنوب دمشق لـ (جيرون) أن النظام السوري أمهل أمس، بلدات الجنوب الدمشقي الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، مهلة 24 ساعة للموافقة على عرضه بتسليم السلاح وخروج من يرفض، أو مواجهة حملة عسكرية شاملة مماثلة لما يحدث في وادي بردى، وما حدث في مناطق عديدة في محيط العاصمة.
وقال المصدر إن “اللجنة السياسية، في المنطقة الجنوبية، حاولت -خلال مسار المفاوضات الذي استمر نحو ثلاثة أشهر- الحصول، ما استطاعت، على عرض مرضٍ لجميع الأطراف، إلا أن النظام قبل نحو أسبوع طرح عرضه الأخير، الذي تضمّن عدة نقاط، أبرزها تسليم السلاح والمنشقين وخروج من لا يوافق باتجاه الشمال، شرطًا وحيدًا لما يسميه النظام على سبيل التعمية “المصالحة وتجنيب المنطقة ويلات الحرب”.
ولفت المصدر إلى أن اللجنة حاولت المناورة “لتحسين وضعها التفاوضي، والحصول على أفضل الشروط، إلى أن جاء الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية – تركية، وكان طوق النجاة الأخير بالنسبة للمنطقة، إلا أن النظام فاجأ الجميع أمس، وأمهل الفصائل العسكرية والهيئات الثورية المدنية في المنطقة مدة 24 ساعة للموافقة على عرضه، أو سيبدأ بالحملة العسكرية المفتوحة”.
وأوضح المصدر أن هذا التهديد يعني بصراحة “انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في دمشق وريفها”، ليس بسبب احتمال دخول أحياء وبلدات جنوب دمشق في مواجهة مفتوحة مع النظام وميليشياته فحسب، بل أيضًا “بفعل ما يحدث في وادي بردى من حملة متواصلة منذ أكثر من أسبوع، على الرغم من سريان وقف إطلاق النار”.
وشدّد المصدر -في حديثه إلى (جيرون)- على أن مهلة التهديد تنتهي بحلول الساعة 12 ظهر اليوم، وعندها “ينبغي أن يكون الجميع قد حسم أمره بشأن منح النظام ردًا على عرضه”، وأعتقد أن “الموافقة مستبعدة، وبالتالي؛ فالاحتمال الأقرب أن يذهب جنوب دمشق باتجاه مواجهة مفتوحة”.
ولفت المصدر إلى أن خيار المواجهة في حال حدوثه ستكون له آثار إنسانية كارثية في المنطقة التي تضم أكثر من 100 ألف إنسان، بينهم آلاف النازحين من المناطق المجاورة، والنسبة الأكبر من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ولا سيما أن الجنوب الدمشقي عانى من حصار طويل، استمر أكثر من ثلاث سنوات، ذهب ضحيته العشرات؛ بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية.
جدير بالذكر أن بلدات جنوب دمشق (يلدا، ببيلا، بيت سحم، وحي القدم) تخضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، ومن أبرزها (جيش الإسلام، جيش الأبابيل، لواء شهداء الإسلام، لواء شام الرسول) وغيرها، بينما تخضع أحياء الحجر الأسود وأجزاء واسعة من حيي التضامن والعسالي لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويتقاسم كل من التنظيم وجبهة فتح الشام السيطرة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.