قضايا المجتمع

دوما ترفع مدماكًا جديدًا في العمل الأهلي

افتتحت “الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين في دوما” في ريف دمشق، بالتعاون مع مؤسسة “وفاق الإنسانية”، مركزًا لتوزيع الألبسة الشتوية مجانًا على المحتاجين داخل مدن وبلدات الغوطة الشرقية”.

حول الغرض من المشروع الخيري، وآلية عمله، قال أمين الساعور، مدير “الجمعية الخيرية”، لـ(جيرون): إن المشروع هو “عبارة عن سلة كساءٍ شتوية، توزع بإشراف مؤسسة (وفاق الإنسانية)، و(الجمعية الخيرية لإغاثة المحتاجين) ومقرها في مدينة دوما، بدعمٍ مادي مقدم من جمعية (مساندة الشرق)، وتحوي السلّة أنواعًا مختلفة من الألبسة الشتوية والأحذية”، لافتًا إلى أن محتويات السلة تُعرض جميعًا في صالةٍ كبيرة، مع الآخذ في الحسبان وجود مقاسات، متعددة تناسب جميع الفئات العمرية”.

وأضاف أن المرحلة الأولى من إنجاز المشروع تمثلت في إجراء إحصاءات شاملة عن الأيتام في أنحاء متفرقة من الغوطة المحاصرة، يجريها مكتب (أصدقاء اليتيم في الجمعية الخيرية)، بغية الوصول إلى أشد الشريحة حاجةً (الأيتام)، إذ بلغ عدد الذين شملهم المشروع 1000 يتيم، من مدن وبلدات: المرج، دوما، مسرابا، حرستا، مديرا، حزة، بيت سوى، جسرين.

أما بخصوص الأهداف غير المباشرة، أوضح الساعور، أن من شأن هذا المشروع، “الحدّ من ارتفاع أسعار الألبسة في أسواق الغوطة الشرقية، نظرًا لاستمرار الحصار الذي تفرضه قوات النظام”.

ونبه إلى أن رؤية المؤسسات الداعمة للمشروع تتلخص في “المساهمة في انتشار وتسويق المنتجات المحلية، وطرحها بكميات جيدة دون مقابلٍ مادي؛ ما سيؤدي إلى انخفاض الطلب عليها في الأسواق، ومن ثَم؛ سينعكس إيجابًا على مستوى الأسعار”، ويمكن لهذه المنتجات أن تساعد العوائل على “مواجهة فصل الشتاء في ظل تراجع مستوى الدخل، وانعدام مواد التدفئة؛ نتيجة للحصار الذي تعيشه المنطقة منذ نحو أربع سنوات”.

سعى القائمون، وفي خطوةٍ فريدة من نوعها، إلى اتباع أساليب أكثر مرونة فيما يخص عملية التوزيع والتسليم، إذ منح المشروع للأسر المستفيدة من “سلة الكساء الشتوية” حرية اختيار الألبسة والأحذية وفق رغباتهم وأذواقهم، مع وجود بعض النساء المختصات اللواتي يساعدن الأطفال في انتقاء ما يلائمهم. وفق الساعور.

تخطّى هذا المشروع النمط السائد في العمل الإغاثي الذي برز خلال سنين الثورة، إذ لم تتوقف عملية التوزيع عند تزيين صالة العرض فحسب، وإنما قُدّمت وجبات من الأطعمة السريعة والحلويات للأطفال الأيتام، لإضفاء مزيد من الألفة والبهجة على زوارها.

أكدت أم وليد، وهي أمٌ لثلاثة أطفال، أنها “شعرت براحة كبيرة” بعدما تلقت دعوة للحضور إلى المركز لاستلام الملابس، إلا أنها تفاجأت-كغيرها- من “طريقة تعاطي القائمين مع الأسر المستفيدة، إذ تُنتقى الملابس وفق الحاجة، وبرغبة الاهل والأطفال للألوان والمقاسات” دون أن يُجبر أحد منهم على قبول ما لا يريده.

وأوضحت في حديثها لـ(جيرون): “في كل عام، يحتاج أبنائي إلى ألبسة جديدة، ولأنهم بأعمار مختلفة، أجد صعوبة بالغة في تأمين الألبسة الشتوية لهم، كما أن الحصار أسهم كثيرًا في رفع أسعار الألبسة المحلية، وإكساء كل طفل بات يكلف نحو 25 ألف ليرة، وأنا عاجزة تمامًا عن تأمين هذا المبلغ للثلاثة معًا”.

حصل أبناء أم وليد، على لباس شتوي جيد هذا العام، تضمن (بنطلون، كنزة صوف، جاكيت، وشاح صوف، طقم لانجري، جوارب، حذاء شتوي) وجميعها من أجود الأنواع المتوفرة داخل الغوطة الشرقية. بحسب تعبيرها.

يعّد هذا المركز الخيري، بحسب القائمين عليه، أحد أبرز المشروعات الإغاثية التي تعنى بالأيتام تحديدًا، من حيث الخدمات والأعداد الكبيرة التي يغطيها هذا المشروع، ويأمل القائمون عليه في أن يُسهم في تخفيف جزء من مُعاناة العوائل الفقيرة، أو من النازحين على اختلافهم وتوزعهم في عموم مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

يذكر أن جميع الملبوسات هي من صناعة ورش ألبسة أقامتها “الجمعية الخيرية” يعمل فيها نحو مئة خيّاط.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق