عيّن (مجلس قيادة رجال الكرامة) في محافظة السويداء الشيخ أبو حسن يحيى الحجار، قائدًا للمجموعة ليحلّ في الموقع بدلًا من الشيخ رأفت البلعوس، الذي يعاني من أوضاع صحية تمنعه من الاستمرار في موقعه.
وذكر بيان صدر عن المجلس أول أمس، أنه “بفقدان قائد رجال الكرامة الشهيد أبو فهد وحيد البلعوس وبعض من شبابنا، وإصابة الشيخ رأفت البلعوس خلف الشيخ الشهيد، إصابة بالغة أبعدته لفترة ليست بقليلة عن مهماته الموكلة إليه، وبعد تحسّنه عاد ليمارس هذه المهمات، ولكن بسبب حساسية إصابته تراجعت صحته”.
وأضاف البيان أن “مجلس قيادة رجال الكرامة انعقد بطلب من البلعوس، وتقرر تكليف الشيخ يحيى الحجار بمتابعة مهمة قيادة رجال الكرامة”، وعُقد الاجتماع في بلدة المزرعة غرب السويداء، حيث منزل البلعوس.
أشاد البيان الذي نشره المكتب الإعلامي للحركة، وتداولته صفحات محلية في محافظة السويداء، بالدور “الذي لعبه رأفت البلعوس، وبالوضع الصعب الذي مرّت به الحركة، بعد عملية اغتيال شقيقه وعدد من رفاقه في 4 أيلول/ سبتمبر 2015”.
يُعدّ الحجار أحد القياديين البارزين في “حركة رجال الكرامة”، منذ انطلاقتها في المحافظة، وهو قائد إحدى الفصائل المهمة في الحركة.
تشكلت الحركة المحلية؛ للوقوف في وجه الفساد في البداية، وتطورت فاعليتها لتعلن تصدّيها لتجاوزات الحواجز، التي أنشأها النظام في أنحاء المحافظة ومنع عمليات الابتزاز والتعدي على الناس.
وقفت الحركة لاحقًا في وجه محاولات النظام لإجبار شباب المحافظة المتخلفين عن الخدمة العسكرية على الالتحاق في صفوف قواته، ومنعت أي دورية عسكرية أو أمنية من القبض على هؤلاء، أو اعتقال أحد وسوقه إلى الخدمة، وبهذا اصطدمت مباشرة مع النظام.
كما وقفت الحركة في وجه عمليات التشيّع والتوسّع الإيراني في المحافظة، وأعلنت عن لسان البلعوس، أن الدروز عشيرة سورية عربية، تنتمي إلى قضايا وطنها، ولن تسمح لشباب المحافظة بالانخراط في عملية سفك الدم السوري، عادّةً ذلك يدخل في إطار “الحرم الديني”.
التف كثير من أهالي السويداء حول “حركة رجال الكرامة”، لكونها أدّت فعلًا اجتماعيًا جامعًا وحاميًا لأبناء المحافظة وضيوفها دون أي تمييز.
كذلك استطاعت هذه الحركة خلال مسيرتها، منذ أواخر 2013 وأوائل 2014، تحرير عدد من الشباب، من قبضة فروع الأمن في المحافظة، وكذلك إعادة عدد من الذين اختطفتهم بعض العصابات، ووقفت وقوفًا واضحًا في وجه الفتنة التي حاول النظام جاهدًا إيقادها، بين محافظتي السويداء ودرعا.
مع تمدد الحركة وزيادة شعبيتها وقدرتها على تحدّي النظام وميليشياته وأفرعه الأمنية، اتخذ القرار -على ما يبدو- بالتخلص منها عبر اغتيال قائدها وحيد البلعوس في أيلول/ سبتمبر 2015، إذ استُهدف موكبه بتفجير ضخم على طريق ظهر الجبل، أدى إلى استشهاده مع عدد من أعضاء الحركة وبعض المدنيين.
شهدت محافظة السويداء بعد اغتياله احتجاجات واسعة، وطرد أمن النظام وحواجزه من المحافظة، وسيطرت الحركة والشباب الداعم لها على مبنى المحافظة، وجميع الحواجز والطرق والساحات الرئيسة، وأقدمت الحشود الغاضبة على تحطيم تمثال ضخم لحافظ الأسد وسط المدينة، وانتشرت أمام الدوائر الرسمية لحمايتها.
أثّر الاغتيال على قوة الحركة وتماسكها، وعانت لفترة من الضعف وغياب الفعالية، واستطاع النظام العودة إلى المرافق والمؤسسات رويدًا رويدًا، وغاب زخم حضورها عن الشارع، وخاصة كما ذكر البيان، أن رأفت البلعوس الذي استلم القيادة كانت إصابته -بسبب التفجير- بالغة.
بدأت الحركة تشعر بتراجع زخمها، وبزيادة محاصرة النظام لها وتقنين تحرّكها، ولهذا عمدت إلى التوضيح للرأي العام، أن لديها مجلس قيادة جماعي، يستطيع اتخاذ القرار لأجل المصلحة العامة، بعيدًا عن التوريث العائلي، ومن هنا يأتي اختيار الحجار في هذه المرحلة.
تعاني محافظة السويداء منذ عدة أشهر من انفلات أمني كبير، ومن انتشار عصابات السرقة والخطف بوضح النهار، وطلب الفدية لإطلاق سراح المختطفين، وقد حاولت الحركة نشر عدة حواجز غير ثابتة، خلال الأسبوعين الماضيين في أنحاء المحافظة، للتدقيق على السيارات وأصحابها، والوقوف في وجه تهريب السلاح وغيره من البادية الشرقية، حيث يوجد تنظيم الدولة الإسلامية، إلى المنطقة الجنوبية والغربية من البلاد.