اندلعت مساء أمس (الخميس) اشتباكات عنيفة بين مقاتلي “هيئة تحرير الشام” وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق، بعد محاولة التنظيم اقتحام مواقع تسيطر عليها “الهيئة” في ساحة الريجة، وهو المعقل الرئيس للأخيرة داخل المخيم.
وقال الناشط أبو جهاد، من مخيم اليرموك، لـ (جيرون): إن “الاشتباكات اندلعت بعد أن حاولت مجموعة من مقاتلي التنظيم، التسلل إلى مواقع (هيئة تحرير الشام) في ساحة الريجة، عبر محاور الشهداء في المخيم، إلا أن مقاتلي الهيئة تصدوا للمحاولة ودامت المعارك بين الطرفين لساعات، جرح خلالها سبعة من عناصر التنظيم الذي استخدم كثافة نارية كبيرة، بينها رشاشات 23، مضاد جوي، لإخلاء جرحاه”.
وأوضح أبو جهاد أن المعارك بين الطرفين تتواصل بتقطع، منذ أسابيع، إذ يحاول “التنظيم التضييق على الهيئة، وإجبارها على تسليم مواقعها ومبايعته”، مشيرًا إلى أن ما يحدث “يجري عبر تنسيق مع النظام”، على حد قوله.
جاءت المعارك بين الطرفين، بعد أيام من إخلاء عناصر “هيئة تحرير الشام” لمواقعهم في نقطة المسبح، جنوبي المخيم، على تخوم بلدة يلدا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، دون أسباب واضحة حتى اللحظة، فيما رجح ناشطون من المنطقة أن الخطوة تأتي في إطار تنسيق عدد من القوى والفصائل، لترتيب أمور جنوب دمشق، ودفع المفاوضات مع النظام باتجاه ينهي مطالبه بالتهجير أو الحرب.
يؤكد ناشطو المخيم، أن المدنيين هم من يدفع الثمن الأكبر للصراع الدائر بين “تحرير الشام” و “داعش”، وفي هذا السياق أكد الناشط أبو حسام الدمشقي وجود “نحو 90 عائلة محاصرة في مناطق سيطرة داعش، حصارًا مزدوجًا من النظام والتنظيم، دون غذاء أو مياه، وفي ظروف لا تمت للإنسانية بصلة، فالنقطة الطبية في المنطقة عاجزة عن تقديم أي شيء، والتنظيم طالب المدنيين بالخروج من مناطق الهيئة إلى مناطق سيطرته. الجميع يريد تدمير المخيم وإنهائه”.
وكان موقع “بوابة اللاجئين الفلسطينيين” ذكر أمس، أن التنظيم سمح لعدد من العائلات داخل مناطق سيطرة الهيئة، بالخروج إلى مناطق سيطرته بشرط عدم العودة، بينما تؤكد العديد من المصادر أن مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” تشهد حركة نزوح للأهالي هربًا من جحيم المعارك “التي قد تتواصل”، وفق الموقع.