تزداد عمالة الأطفال في مدن الجزيرة السورية، لتغدو ظاهرة تهدد مستقبل الجزيرة، فعمالة الأطفال تعني انقطاعهم عن المدارس. ويعدّ مراقبون أن عجز ما يسمى “الإدارة الذاتية” عن توفير فرص عمل أسهم كثيرًا في انتشار الظاهرة، كما أن موجات النزوح من مناطق سورية تتعرض لقصف من قوات النظام، باتجاه مدن الجزيرة أسهم أيضًا في استفحال الظاهرة.
وقالت الباحثة الاجتماعيَّة إيمان محمّد لــ (جيرون): إن “عمالة الأطفال من تداعيات الحرب السورية، التي نجم عنها أزمة اقتصادية أجبرت كثيرًا من العوائل على إرسال أولادها إلى سوق العمل؛ بهدف المساعدة في إعالة الأسرة”، وأشارت إلى أن: “النازحين في مدن الجزيرة السورية، زادوا من الظاهرة، بحيث لا يخلو شارع من شوارع المدن الكبرى في الجزيرة، من أطفال يبيعون الخضار والفاكهة على العربات، ويقفون وراء (البسطات)”، دون أن تنكر أن القامشلي ” كانت تشكو من عمالة الأطفال سابقًا، إلا أنها لم تكن بهذه الكثافة التي هي عليها حاليًا”.
لفتت محمد أن عمالة الأطفال” تعني التسرب من المدارس، وتعني زيادة عدد الأميين والمنقطعين عن الدراسة، على ما يعنيه ذلك من آثار كارثية على مستقبل البلد ككل”، وأشارت إلى أن نسب التسرّب الدراسي بلغت ذروتها في العام الحالي، نتيجة اضطرار أهالي الأطفال إلى العمل، وساعدت (الإدارة) في التسرب، لعدم فرضها عقوبات تجاه المتسربين، إن كان بدافع العمل أو لأي سبب آخر”.
وحذرت من “نشوء جيل كامل مشوَّه نفسيًا وجسديًا”. وعلى الرغم من “تركيز منظمات المجتمع المدني، على قضايا تهم الأطفال، إلا أن ما تقدمه لا يرقى إلى مستويات مكافحة الظاهرة”.
تشير التقارير الميدانية إلى أن أغلب الأطفال العاملين- لا يوجد رقم دقيق لهم، لكن جهات مدنية تقدرهم بالألاف- نزحوا من مناطق الداخل السوري إلى مدن الجزيرة، وعلى الأخص مدينة القامشلي، ويعمل معظم الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة في مهن خطِرة مثل أعمال البناء وبيع المشتقات النفطية.