أحد شهداء الثورة السورية وأيقوناتها، عُرف بالتزامه وقوة إرادته، ونضاله ضد النظام السوري الذي جابه هتافات وأناشيد المتظاهرين العزل، المطالبين بالحرية بالرصاص والأسلحة الثقيلة والدبابات. كان مؤمنًا بالقضية السورية وبعدالتها.
أحمد أب لثلاثة أطفال (صبيان وبنت) من مواليد 1970 في حلب، لكنه عاش في مدينة إدلب، درس الحقوق في جامعة حلب، وتابع دراسة الشريعة في جامعة دمشق، بدأ دراسة الماجستير في إدارة الأعمال؛ إذ أنهى سنته الأولى، ولكن أوضاع الحرب أوقفته عن المتابعة.
عمل عضوًا في “المنظمة العربية لحقوق الانسان”، وفي “جمعية تنظيم الأسرة”، وفي كثير من الجمعيات الحقوقية والهيئات والمنظمات الداعمة للنشاط الثوري في سورية.
عمل -منذ بداية الثورة- دون كلل أو ملل في دعم الثورة، والمشاركة بجميع الفاعليات والتظاهرات، تاركًا بصماته الواضحة في الحراك الثوري الجماهيري في محافظة إدلب، وعمد إلى تنظيم الشباب والإشراف على التظاهرات، وكان ضمن اللجنة التي طالبت بإطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام السوري. أسهم في تأسيس تجمع المعارضة الوطنية للنقابيين والمثقفين في مدينة إدلب.
حاول النظام إغراءه؛ إذ عرض عليه عدة مناصب سياسية، ولكنه رفض، وبقي مصرًا على موقفه في نصرة المظلومين من جبروت النظام وطغيانه وإراقته الدم السوري العزيز بطريقة وحشية.
وفي 11 شباط/ فبراير 2012، خرج أحمد مع صديقه المناضل، جمال سيد عيسى، إلى منطقة السبع بحرات في مدينة إدلب؛ لإسعاف الجرحى والقتلى، وقتئذ أطلقت قوات النظام الرصاص عليهما ما أدى إلى استشهاد صديقه جمال وإصابته بجروح بليغة، خضع في إثرها لعمل جراحي جرى استئصال كليته اليمنى، وبقي بعد ذلك عدة أيام يصارع الموت، ثم رحل إلى علياء المجد شهيدًا وشعلة أضاءت سماء إدلب الخضراء.
شيع جثمانه الآلاف من أبناء إدلب، وأبنّته “الجمعية العربية لحقوق الانسان” في برقية جاء فيها “إننا في المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية، إذ نتوجه بالتعازي الحارة والقلبية، إلى آل الفقيد وأصدقائه، وإلى جميع من سقطوا من المواطنين السورين في سبيل الحرية والكرامة”.