سورية الآن

الرئيس عون يشرعن جرائم “حزب الله” في سورية

شكك رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشيل عون، بقدرة الجيش اللبناني وقوته، وعدّه “ليس قويًا، كفاية ليحارب إسرائيل”.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيون “سي بي سي” المصرية، إذ رأى وجوب المحافظة على سلاح “حزب الله”، لضعف الجيش اللبناني، فقد قال ردًا على أحد الأسئلة المتعلقة بهذا الشأن: إن هذا السلاح “ليس مناقضًا للدولة، بل هو جزء أساسي للدفاع عن لبنان”، وزعم أن اللبنانيين يشعرون “بضرورة وجود سلاح حزب الله، ليكمل سلاح الجيش”.

من جهته ردّ اللواء أشرف ريفي وزير العدل السابق، على كلام عون المشكك بقدرة جيش لبنان، ببيان صحافي أدان فيه هذا التصريح، وقال: “قيام الرئيس عون بالتشكيك بقدرة الجيش اللبناني على حماية لبنان، وتجيير هذه القدرة الى سلاحٍ ميليشياوي، يشكل خطرًا على لبنان كدولة”.

وأضاف البيان أن “المؤتمَن على السيادة والدستور، أصبح مؤتمنًا على حماية السلاح الذي يهدد استقرار لبنان، والذي تستعمله إيران في العالم العربي كأداة للتوسع والسيطرة، ما يؤدي الى تهديد علاقات لبنان العربية”.

وعبّر ريفي عن خشيته من “أن يكون كلامه مقدِّمة لتشريع السلاح غير الشرعي، كما تمَّ تشريع سلاح الحشد الشعبي في العراق”.

وسأل ريفي الحكومة اللبنانية عن سبب صمتهم على ذلك، “لماذا الصمت على هذا الموقف الخطير الذي قد يمس بالدولة وسيادتها لا بل بوجودها”.

يشار إلى أن أشرف ريفي كان قد انتقد بحدة تدخل ميليشيا “حزب الله” في سورية، وعدّها ذراعًا إيرانية ضد سيادة لبنان، وقدم خطابًا قويًا ضد تلك الميليشيا، وما تفعله من جرائم حرب بحق السوريين.

عون الذي كانت قد رشحته ميليشيا “حزب الله” لرئاسة الجمهورية، فاز بهذا المنصب ضمن توافقات لبنانية وتوازنات دولية، وسبق له أن شنّ هجومًا كبيرًا على سلاح تلك الميليشيا، عندما كان لاجئًا في فرنسا.

فقد كتب في صحيفة “اللوموند” الفرنسية منذ عام 1996 مقالًا عدّ فيه “أن سورية تُقدم السلاح والذخيرة الى حزب الله الذي يتحدى كل يوم سلطة الدولة، ويشكّل نوعًا من الاحتلال الأجنبي”، وأضاف أن “النظرية التي تدّعي أن هذه الميليشيا تركّز مقاومتها ضد الاحتلال، مرفوضة”.

وفي شباط/ فبراير 2002، نشرت صحيفة “النهار” اللبنانية محاضرة لعون دعا فيها هذه الميليشيا لتصفية وضعها العسكري، وقال موجهًا كلامه لـ “حزب الله” إنه “يؤدي حاليًا دور الجيش وهذا غير مقبول”.

وأكد في تلك المحاضرة أن “حزب الله كيان مستقل ضمن الكيان اللبناني، فهو يستغل سياسة والدولة تلحق به، فالمقاومة تكون على الأرض المحتلة، وليس على الأرض المحررة، إن حزب الله يؤدي دور الجيش، وهو ينشئ جيشًا بديلًا حاليًا”.

عقد عون بعد اغتيال الرئيس الحريري، تفاهمًا مع هذه الميليشيا، وبدأ يفتح جسورًا من خلالها مع النظام السوري، وأسهم ذلك التفاهم بخلط الأوراق السياسية في لبنان، وإعادة الخيوط إلى يد هذه الميليشيا بعد أن بدأت تفقدها في ذلك الوقت، نتيجة تحالفها مع النظام السوري الذي غادر جيشه لبنان، وتابع بالتعاون معها حملة اغتيالات للشخصيات اللبنانية الفاعلة.

كان عون وتلك الميليشيا خلال السنوات العشر الماضية، أوفياء لتحالفهما والنظام السوري، على الرغم من المواقف الحادة التي كانت تميز علاقته بالنظام الذي حاصره بجيشه وجعله يلجأ للسفارة الفرنسية، ثم يغادر لبنان إلى فرنسا في آب/ أغسطس 1991، إلى أن استطاع العودة بعد اغتيال الحريري، وعلى الرغم من أن اغتيال الحريري كان السبب المباشر لخروج الجيش السوري، ومنح عون فرصة العودة إلى لبنان، إلا أنه بدأ يهاجم الحريري ودوره السياسي، ويشكك به، مقابل فتح خطوط اتصال وتفاهمات مع “حسن نصر الله”.

الوصف الذي قدّمه عون عن شرعية سلاح ميليشيا “حزب الله”، يمكن عده استهتارًا بالسيادة السورية وبدماء السوريين، ويشير إلى موقفٍ عدائي من الشعب السوري.

يمكن للسوريين الاستناد إلى هذا الكلام قانونيًا، كونه صادرًا عن أعلى سلطة بلبنان، لمقاضاة الدولة اللبنانية على الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، فإعطاء الشرعية لعمل هذه الميليشيا، يعني إعطاء شرعية لبنانية رسمية لكل جرائمها، وهذا الكلام برسم جامعة الدول العربية، والقيادات العربية وبخاصة الخليجية منها، التي سبق وصنفت هذه الميليشيا تنظيمًا إرهابيًا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق