تحقيقات وتقارير سياسية

كناكر تزيل الشعارات المناوئة ترقبًا لزيارة محافظ النظام

تتأهب بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي لاستقبال محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، إذ بدأت بمسح الشعارات المناهضة للنظام، المكتوبة على جدران منازل البلدة، وتأتي الزيارة التي لم يحدد موعدها بعد اتفاق “مصالحة” توصلت إليه قوات المعارضة في البلدة والنظام، في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وقال الناشط الإعلامي، عبد الله مطر: إن بلدة كناكر “تنتظر زيارةً مرتقبة- لم تحدد حتى اللحظة- لمحافظ ريف دمشق، وأن المجلس المحلي للبلدة الذي يتبع النظام السوري سارع على الفور إلى التحضير للزيارة عبر تنظيف الشوارع الرئيسة، والقيام بمسح واستبدال الشعارات والعبارات الثورية المكتوبة على الجدران العامة والخاصة داخل البلدة، بأخرى تمجد النظام السوري”.

وأضاف في حديثه لـ(جيرون): إن “النظام السوري، سمح لبعض موزعي الأدوية القادمين من العاصمة دمشق، بالدخول إلى بلدة كناكر التي يصل عدد سكانها إلى 24 ألفًا، وذلك بعد حصارٍ استمر عامًا ونصف العام، منعت بموجبه قوات النظام السوري إدخال أي نوع من الأدوية أو المستلزمات الطبية إلى البلدة، وهو أحد الأسباب التي دفعت بالمعارضة للقبول بتوقيع اتفاق تسوية مع النظام منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي”.

إضافة إلى ذلك؛ أطلق النظام السوري، أمس الأول (الأحد)، سراح عدد من أبناء بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي، كان قد اعتقلهم في وقت سابق، بالتزامن مع وعود مماثلة من النظام لإطلاق أعداد إضافية من المعتقلين، ضمن اتفاق المصالحة التي جرى التوصل إليه مع قوات المعارضة أخيرًا.

وقال زهير سيف، أحد أبناء بلدة كناكر: إن قيام قوات النظام السوري، بالإفراج عن ثمانية معتقلين من أبناء بلدة كناكر، في ساعةٍ متأخرة من يوم الأحد، جاء على “خلفية التزام عدد من أبنائها المطلوبين للنظام السوري ببنود المصالحة وتسليم أسلحتهم، وتسوية أوضاعهم الأمنية مع الأجهزة الأمنية المختصة”.

وأوضح سيف، لـ(جيرون) قائلًا: “إن عدد المعتقلين من أبناء بلدة كناكر في سجون الأسد منذ بداية الثورة السورية، يقّدر بنحو 200 معتقل، معظمهم من فئة الشباب المتخلفين عن أداء الخدمة الإلزامية، أو خدمة الاحتياط في قوات النظام السوري”، مشيرًا، في الوقت نفسه، إلى أن “فترة اعتقال أبناء كناكر المفرج عنهم، تختلف من شخصٍ إلى آخر، فمنهم من اعتُقل قبل فترةً وجيزة من إتمام المصالحة والتوقيع عليها مع النظام، ومنهم من بقي سجينًا وراء القضبان لمدة تجاوزت أربعة أعوام”.

عرض النظام السوري، خلال جميع مراحل التفاوض التي أبرمها في الأشهر الأخيرة في أنحاء متفرقة من الغوطة الغربية، تسويةً شاملة للأوضاع الأمنية لعشرات من أبناء المنطقة، ولا سيما المطلوبين منهم لأفرعه الأمنية، تتضمن في بعض بنودها السماح لهؤلاء المطلوبين بأداء الخدمة في بلداتهم، مقابل العمل والتطوع لصالحه في صفوف ميليشيا (فوج الحرمون)، التي أنشأها أخيرًا في المنطقة.

نجح النظام السوري، بعقد “مصالحات وطنية” تهدف -أولًا- إلى حماية محيط العاصمة دمشق، وتأمين منافذها، متبعًا سياسة الحصار والتجويع، والتصعيد العسكري المتواصل والتهديد بالإبادة الجماعية، كما أنه تمكن إلى حد كبير من السيطرة طريق دمشق- القنيطرة، في عقب تهجيره القسري لأبناء بلدة خان الشيح، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وكانت تعّد أحد أكبر التجمعات البشرية والعسكرية لمقاتلي المعارضة في المنطقة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق