تواصل فصائل المعارضة المسلحة المنضوية تحت قيادة غرفة “البنيان المرصوص” تقدمها في عمق مواقع النظام العسكرية، داخل حي المنشية الاستراتيجي في درعا البلد. وأكد ناشطون أن قوات “البنيان” تخوض اليوم معارك شرسة ضد قوات النظام والميليشيات المساندة لها، على عدة محاور داخل الحي، كبدت خلالها النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وقد أكدت مصادر ميدانية من درعا، أن “الاشتباكات متواصلة داخل الحي، ولا سيما على محاور حارة الفرن ومحيط جامع المنشية، لتأمين المنطقة بالكامل، وسط قصف جوي ومدفعي وصاروخي غير مسبوق، مضيفةً أن المقاتلات الروسية استهدفت محاور الاشتباك وأحياء درعا البلد بأكثر من 30 غارة، إلى جانب مئات قذائف المدفعية وصواريخ أرض-أرض”، مشيرةً إلى أن “النظام وميليشيا “حزب الله” اللبناني استقدمت تعزيزات كبيرة إلى المنطقة؛ لدعم موقفها ومحاولة استرجاع ما خسرته” خلال الأيام الماضية.
وأوضحت المصادر أن فصائل “البنيان المرصوص” سيطرت مساء أمس (الثلاثاء) على “جامع المنشية، وكتل الأبنية المحيطة به، ودمّرت خلالها دبابة وغنمت عددًا من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وأوقعت 10 قتلى في صفوف قوات النظام وميليشياته، وجرحت عددًا آخر.
وعلى الصعيد الإنساني؛ أفاد ناشطون ميدانيون بأن “الوضع الإنساني لأهالي درعا البلد سيئ جدًا، مع استمرار القصف بشتى أنواع الأسلحة؛ ما تسبب بحركة نزوح كبيرة للمدنيين إلى المناطق الأكثر أمنًا”، موضحين أن “عشرات العائلات تفترش الطرقات في ظل أحوال مناخية قاسية جدًا، ودرجات حرارة منخفضة، ويزداد الوضع سوءًا، مع خروج المستشفى الميداني في درعا عن الخدمة بفعل القصف على المنطقة”.
وكانت مجموعة من فصائل المعارضة المسلحة في تحالف “البينان المرصوص”، داخل مدينة درعا، قد شنت -قبل ثلاثة أيام- هجومًا شاملًا على حي المنشية الخاضع لسيطرة النظام، ردًا على الاستهداف المتكرر للأحياء المحررة داخل المدينة، وأشارت غرفة “البنيان المرصوص” إلى أن المعركة لن تنتهي بتحرير المنشية، وستتواصل؛ حتى تحقيق أهدافها كاملةً بـ “تطهير درعا من النظام”.