ذكر تقرير جديد للجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن أن المساعدات التي قدمها للسوريين في الأردن، شملت النواحي الإنسانية المختلفة، ولا سيما الطبية منها، فقد أجرى فريق طبي خاص باللجنة، فحوصات طبية لنحو 300 لاجئ سوري، وقدّمت العيادة الخاصة باللجنة الرعاية الأولية لـ 100 آخرين، وقُدّمت 2100 استشارة تتعلق بصحة الأسنان، واستشارات ما قبل الولادة لطالبي اللجوء في مركز الرويشد للإيواء الموقت.
وأصدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقريرًا الأسبوع الماضي، أحصت فيه خدماتها للاجئين السوريين في المملكة خلال العام 2016، وذكرت فيه المساعدات والاستشارات الطبية التي قدمتها للاجئين، عددًا ونوعًا، وتطرقت فيه إلى خدمات البنية التحتية التي أنجزتها في محافظة المفرق.
وقالت هلا الشملاوي، الناطقة الإعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن، لـ(جيرون): إن “اللجنة أتمت إعادة تأهيل أكثر من 15 كم من خطوط نقل المياه في مناطق البادية الشمالية، في محافظة المفرق، وقد بلغ عدد المستفيدين من إعادة تأهيل هذه الخطوط في العام 2016، نحو 220 ألف شخص من السوريين والأردنيين”.
وقدمت اللجنة المساعدات الطارئة، لطالبي اللجوء من السوريين في مركز الإيواء الموقت في منطقة الرويشد، وهؤلاء بلغ عددهم، وفق الشملاوي”360 شخصًا، أدخلتهم السلطات الأردنية، قبل إغلاق الحدود، بعد تفجير حزيران/ يونيو 2016، وهم يسكنون في الخيام والكرفانات”.
تشمل المساعدات الطارئة “مواد غذائية كالوجبات الجاهزة ومياه الشرب، وغير غذائية، كمستلزمات النظافة الشخصية، والملابس، والأغطية، وغير ذلك، وبدأ التوزيع منذ دخول هؤلاء الأشخاص، وما يزال مستمرًا حتى الآن”.
وأشارت المتحدثة أن اللجنة نفذت دورة تدريبية في الأردن، حول الإسعافات الأولية، ومرحلة ما قبل الإدخال إلى المستشفيات، لـ 35 شخصًا من إطار (كادر) القطاع الصحي في محافظة درعا، بين تشرين الأول/ أكتوبر، وكانون الأول/ ديسمبر 2016.
من الأمور اللافتة التي قدمتها اللجنة، بالتعاون مع متطوعي الهلال الأحمر الأردني، الدعم اللوجستي الذي تمثّل بتقديم 3100 مكالمة هاتفية مجانية للاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق، لمساعدتهم على البقاء في حالة اتصال مع أفراد عائلاتهم داخل سورية وخارجها.
كما نقلت فرق اللجنة 120 رسالة قصيرة من طالبي اللجوء في مركز الإيواء الموقت في الرويشد، مفادها “نحن بخير وفي صحة جيدة”، لأفراد عائلات هؤلاء الأشخاص في الأردن وغيرها من الدول.
تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات نقدية شهرية لـ 2800 عائلة سورية، “مقيمة في محافظتي المفرق ومأدبا، ضمن برنامج يجري تنفيذه بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني، وذلك لمساعدة هذه العائلات على تلبية الحاجات الأساسية لها، وتستلم الأسر مبالغ شهرية من البنوك الأردنية، تعتمد قيمتها على عدد أفراد العائلة، وتستعمل هذه المبالغ لتغطية نفقات الإيجار وشراء الحاجيات كالطعام والأدوية، أو غيرها من الاساسيات، فاللاجئون الذين يحصلون على هذه المبالغ لديهم الحرية في كيفية إنفاقها”. وفق الشملاوي.
تعمل اللجنة على تعزيز القانون الدولي الإنساني من خلال دورات متنوعة تنفذها، ففي الصيف الماضي عقدت اللجنة دورة لـ 25 فردًا من فصائل المعارضة المسلحة في جنوبي سورية، بهدف “دعم النشاط الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، ونشر القانون الدولي الإنساني في أوساط الجماعات المسلحة غير النظامية في سورية”.
يعد نشر، أو التعريف بالقانون الدولي الإنساني، جزءًا من عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لذلك؛ تعمل اللجنة مع السلطات الرسمية وحاملي السلاح، سواء كانوا من القوات المسلحة الحكومية أم المعارضة، والجامعات والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من أجل تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني.
القانون الدولي الإنساني فرع من القانون الدولي العام الذي يتكون من قواعد تسعى، في أوقات النزاع المسلح، إلى “حماية الأشخاص الذين لا يشاركون، أو الذين كفّوا عن المشاركة، في الأعمال العدائية، ولتقييد وسائل وأساليب الحرب”.
عملت اللجنة منذ بداية فصل الشتاء الحالي، بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني، على توزيع طرود غذائية، وملابس شتوية لأكثر من 3000 عائلة سورية وأردنية في خمس محافظات جنوبي الأردن، سعيًا للتخفيف عن الفئات الفقيرة في المجتمعات المضيفة.
تستهدف اللجنة الدولية تنفيذ مشروعات جديدة في قطاع المياه بين عامي 2017 و2018، ولهذا الغرض وقعت مذكرة تفاهم جديدة مع وزارة المياه والري الأردنية في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2016، لتوسيع نطاق برنامج إعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية الخاصة بالمياه في المجتمعات المضيفة.