حينما عدت من العمل متعبًا، أنتظر أن أطرح نفسي على أقرب مقعد، قابلتني أم رباح كالعادة:
– كيفت؟! انبسطت؟!.
– خير أم رباح كفى الله الشر، ماذا حدث؟!.
– هذا صاحبك ترامب المنظوم.
– ما به صاحبي ترامب؟ خير إن شاء الله؟!
– من أين يأتي الخير وأنتم في المعارضة تتحدثون عن أميركا شرقي وغربي.
– خبريني أولًا: ما سبب حملتك على دونالد ترامب. الرجل حتى الآن ما عرفنا خيره من شره. ما له في القصر غير أمس العصر.
– أي ومع هذه/ أول قرار أخذه بعد استلام السلطة منع الفيزا على أميركا. ممنوع سوري ابن سوري يدخل أميركا.
– أين المشكلة؟ إذا لم نستطع الذهاب إلى أميركا نذهب إلى ألمانيا. يعني أنت كنت تنوين السفر إلى أميركا وتعطل مشروعك؟
– أنت دائمًا هكذا. لا تعرف غير المسخرة. كلما حدثتك عن أمر قابلته بالسخرية.
– لا أنا لا أتمسخر هذه المرة. أحكي جد. ما الضرر الذي أصابنا نحن الاثنين أنا وأنت من منعنا من السفر إلى أميركا؟
– هلّق المسألة وقفت علينا؟ أصلًا أنا لا أتحدث عن الضرر الذي يلحق بنا أنا وأنت.
– فإذن؟
– المسألة مسألة كرامة، ما شعورك عندما يقول لك أحدهم: أنا لا أريدك أن تزورني، ولا أطيق رؤيتك. ما هو رد فعلك؟ ألا تشعر بالإهانة. ثم ماذا يقول العالم عنا. السوريون ممنوعون من الدخول إلى أميركا.! لماذا؟ ماذا فعلنا؟ والله عيب وألف عيب.
– ما هذه الحساسية أم رباح. أعهدك واسعة الأفق، لا تضخمي الموضوع أكثر من اللازم. كبريها تكبر، وصغريها تصغر. الرجل رأى أن السوريين مغرمون بالسفر. ما إن يلحق السوري بعض الأذى من النظام حتى يشمع الخيط وأين أنت يا أوروبا. خير إن شاء الله. لم يبق في البلد غير العجزة. الرجل قلبه علينا، ويعمل لصالحنا، فهو يعمل الآن على إنشاء مناطق آمنة في سورية، من أجل أن يعود جميع السوريين إلى البلاد. غدًا سيتم إعمار سوريا. من أين نأتي باليد العاملة إذا هاجرت الناس على أميركا. يعني هل يأتي الأميركان لإعمار بلدنا؟ لا تتهمي الرجل ظلمًا وعدوانًا.
– هلّق أنا أصبحت أتهم ظلمًا وعدوانًا؟ قلنا إنه سيكون أفضل من باراك أوباما فإذا هو أقطع وأدق رقبة. أما سمعت خطابه أمس؟
– أراك تتبعين ترامب خطوة خطوة. ما الذي ضاع لك عنده.
– لو سمعت خطابه لاقشعر بدنك.
– أف… أف… أف. سمعت الخطاب ولا يحتاج إلى كل هذه الضجة.
– وسمعته يقول: إن العرب والأفارقة يشبهون البشر ولكنهم ليسوا بشرًا. وقد خلق الله البيض كي يحكموا السود؟
– غير معقول. لا أظن أن رجلًا يمتلك أدنى قدر من العقل والحكمة يمكن أن يتفوّه بهذا الكلام. أظن أن المترجمين حرفوا كلام الرجل.
– والله لا أدري ما الذي جعلك تدافع عنه بهذه الحماسة. رجل يقفل الباب في وجهك وما زلت تدافع عنه.
– بسيطة حينما يودّ أن يأتي إلى سورية سوف نعامله بالمثل والبادئ أظلم. ارتحت الآن؟
– سبحان الله ما أوسع أفقك؟ من أين أتيت بهذه الفكرة؟
– أردت أن تكوني على بيّنة من الأمر فحسب، إذ إننا نستطيع أن نعامل الآخرين مثلما يعاملوننا…