تحقيقات وتقارير سياسية

المجلس الأطلسي: في حلب… روسيا واسطة قتل لا وسيط سلام

أكد “المجلس الأطلسي” في تقرير جديد له أصدره أمس الأول (الإثنين) بعنوان “تدمير حلب”، أن روسيا بالفعل قصفت المستشفيات في حلب، وأن نفيها السابق للموضوع، واتهامها المعارضة المسلحة بأنها هي من قامت بذلك غير صحيح.

بين التقرير أن مستشفى “عمر بن عبد العزيز” في حلب، جرى قصفه “14 مرة ما بين شهري حزيران/ يونيو، وكانون الأول/ ديسمبر 2016″، ويُعد هذا المستشفى الوحيد الذي “يُعالج الأطفال في حلب”.

أكدَّ التقرير أيضًا استخدام الأسلحة الكمياوية، فضلًا عن استهداف النظام الواسع والمتعمد للمناطق المدنيّة في المدينة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمخابز، إذ استند التقرير في تحليله على دراسةٍ مستفيضة لصور الأقمار الصناعية، وروايات شهود العيان، وتسجيلات كاميرات المراقبة، وانتقد التقرير كلًا من الحكومة الروسية، التي ساعدت النظام في حملة قصفٍ جويّ، وإيران، التي قاتلت ميليشياتها بالوكالة على الأرض جنبًا إلى جنب مع قوات الأسد.

وأوضح أن تصريحات “رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية” سيرغي رودسكوي، في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، وقال فيها: إن “الغارات الروسية لم تستهدف مستشفى الصاخور” غير صحيحة، واستند بدحضها إلى المقارنة بين صور الأقمار الصناعية التي جرى التقاطها في الفترة التي حددها رودسكوي، والفترة التي تم فيها قصف المستشفى.

خلص تقرير المجلس، الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له، إلى نتيجة مهمة جدًا، ومن المفيد للمعارضة السورية تبنيها وهي أن “وحشية النظام السوري وحلفائه، لا تجعلهم الطرف الأمثل لمحاربة داعش”.

وكان المجلس الأطلسي قد نشر تقريرًا له في نيسان/ أبريل 2016، تحت عنوان “التشتيت والخداع والتدمير، بوتين في الحرب بسورية” أشار فيه: “بيانات روسية، تزعم أنها استهدفت مسلحي تنظيم داعش الإرهابي بشكل رئيسي، خلال تدخلها العسكري لمدة ستة أشهر في سورية، كانت كاذبة”.

وأشار آنذاك إلى أن “القوات الروسية ضربت أهدافًا مدنية في بعض الأحيان، وأنها استخدمت في حربها كذلك الذخائر العنقودية”.

وأوضح أن “المستفيد الرئيسي من الضربات الجوية الروسية في واقع الأمر، كان الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تمكنت قواته من استعادة السيطرة على المناطق الرئيسية في اللاذقية وحلب وما حولهما”، وأضاف أن “الخاسر الحقيقي كانت قوات المعارضة هي الأكثر اعتدالًا، ومن بينها الجماعات التي يدعمها الغرب”.

تقارير المجلس الأطلسي على الرغم من أهميتها المعنوية ودلالاتها السياسية، إلا أنها لا تمتلك أي أثر ضاغط على السياسات الدولية، وتبقى كأي مركز بحثي، لكنها أيضًا يمكن الاستناد إليها مصدرًا يمكن بناء وجهات النظر فيها، بناء على تحليلها للمعلومات، وليس على تكهنات.

يشار إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، سبق أن قال في كانون الأول/ ديسمبر 2016: إن “الضربات الجوية الروسية في سورية، أسفرت عن مقتل 35 ألفًا من مقاتلي المعارضة”.

بحسب “رويترز” آنذاك، فإن شويغو اعترف بلقائه قادة الجيش الروسي، أن “الطيران الروسي نفذ 18800 طلعة في سورية، منذ بدء عملية الكرملين، أسفرت عن تدمير 775 معسكرًا للتدريب و405 مواقعًا لصناعة الأسلحة إضافة إلى مقتل 35 ألفا من المقاتلين”.

وأضاف أن “سلسلة الثورات التي انتشرت في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا انكسرت”.

المجلس الأطلسي هو مركز بحثي، يتخذ من واشنطن مقرًا له، يجمع رجال سياسة دوليين ومفكرين ورجال أعمال، ويشرف على عدد من المراكز البحثية في العالم، التي تُعنى بالنمو الاقتصادي والمجتمعي، وبقضايا الأمن الدولي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق