تحقيقات وتقارير سياسية

جنيف طقس ديبلوماسي يغطي عجز “الأمم المتحدة”

تشهد العاصمة الكازاخاية أستانا -اليوم- جلسات جديدة بين وفدي النظام والمعارضة؛ من أجل بحث تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، الذي جرى التوصل إليه نهاية العام الماضي، تحضيرًا لجنيف.

لكن جنيف وفق بعض المراقبين مالم تعد تحظى باهتمام كثير من الفاعليات السياسية السورية، فقد عدّ محمد خليفة، الأمين العام المساعد لـ “التيار الشعبي الحر” أن “جنيف 4 لم يعد يستحق الاهتمام، لأنه فقد زخمه السياسي بوصفه رافعة للحل السياسي في سورية، وأمسى  مناسبة فحسب، أو طقسًا ديبلوماسيًا؛ للتغطية على عجز الأمم المتحدة، بل لم يعد الدينامية الوحيدة لإنتاج الحل المنشود”.

وأضاف في حديث لـ(جيرون) أن “هناك آليات وديناميات متعددة حاليًا تنافس جنيف، إذ هناك الجهد الذي ترعاه روسيا في أستانا، وهناك قنوات الديبلوماسية السرية الجارية حاليًا بين الدول الخليجية وروسيا، وقنوات موازية بين الدول الخليجية وإيران، ومع ذلك فالهامش الذي تتحرك فيه كل هذه الديناميات محدود ومؤقت، فكل الأطراف العربية والاقليمية والروسية والأممية تنتظر انخراط الإدارة الأميركية الجديدة في ممارسة دورها الرئيس على الصعيد الدولي”.

لكن إدارة ترامب، كما يرى خليفة، في “مراجعة لجميع الملفات، وتحتاج فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر إلى أن تبدأ بمزاولة مهامها بثقل وزخم. ولذلك فكل المبادرات والفعاليات من أستانا الى جنيف، ليست مجدية حاليًا لأن أميركا غائبة عنها”.

ولاحظ خليفة تباينًا “مهمًا في استراتيجية كل من روسيا وإيران في سورية، ينبع من اختلاف الدولتين ومصالحهما ورؤيتهما لمستقبل الدولة السورية. لكن لا مؤشرات كافية إلى احتمال أن يتحول إلى تناقض يفجر صراعًا بينهما إلا في حالة واحدة، وهي أن ترمي أميركا بثقلها وامكاناتها لمساومة روسيا على إبعاد إيران عن الساحة السورية” ويرى خليفة أن هناك معلومات عن “مساومات بين الدولتين، تجري في السر بين الإدارة الجديدة والكرملين في هذا الصدد، لأن إخراج الإيرانيين وعصاباتهم من سورية والعراق، يمثل أولوية كبرى لإدارة ترامب، ستأتي في الدرجة الثانية بعد القضاء على (داعش)، وليس بإمكان أميركا فعل ذلك بدون روسيا.”

ويرى خليفة أن الإدارة الجديدة في واشنطن “مختلفة جذريًا عن السابقة، وهناك نظرة جديدة لدى طاقم ترامب العسكري/ الأمني للمنطقة والتحديات الأمنية فيها، وبصرف النظر عن شخصية ترامب فإن في طاقمه الأمني شخصيات فائقة الكفاءة والحزم، ولذلك لن تبقى إدارة ترامب سلبية حيال سورية في المرحلة القادمة، كما كانت في عهد أوباما وطاقمه، وهي مستعدة للإقدام على مبادرات فاعلة، بما فيها استعمال القوة ضد (داعش) وضد الجماعات التي زجت بها إيران في سورية.. فضلًا عن التناقض العميق بين ادارة ترامب والنظام الإيراني في المنطقة”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق