تحقيقات وتقارير سياسية

البنتاغون يعترف: يورانيوم منضب على دير الزور والحسكة

تأتي تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الرائد جوش جاك، عن استخدام الجيش الأميركي “اليورانيوم المنضب” في سورية، لتضيف بابًا جديدًا للتنعم بالمأساة السورية الممتدة، ويبدو أنها فتحت شهية الجميع لتجربة هواياتهم السياسية والعسكرية وغيرها.

فقد نقلت وكالة “الأناضول”، عن جاك قوله: “أستطيع أن أؤكد استخدام اليورانيوم المنضب”، وأكد “أن الجيش الأميركي استخدم أكثر من 5 آلاف قذيفة يورانيوم منضب، ضد ناقلات نفط بريّة مصفحة لداعش”، وذلك في محافظتي “دير الزور والحسكة”.

وتابعت “الأناضول” النقل عن جاك: “إن إحدى الطلعتين الجويتين تمكنتا من تدمير 46 مركبة للتنظيم في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، فيما تمكّنت الأخرى من تدمير 293 مركبة”.
قرار استخدام قذائف اليورانيوم المنضب، بحسب جاك، “جاء بناء على تقييم الجهات العسكرية دون الرجوع للرئيس الأميركي باراك أوباما وقتئذ”.

وأوضح أن ذلك جرى “لضمان قدرة القذائف المستخدمة على خرق الدروع، وزيادة إمكانية تدمير قافلة الشاحنات التي كان يستخدمها داعش لنقل النفط نقلًا غير مشروع”.

هكذا، وبعد اعترافات القيادة الروسية سابقًا، بدا وكأن الجيش الروسي يُجرب أسلحة جديدة في سورية، وأنه يُجري مناورات رخيصة الكلفة المالية، دون اكتراث لحجم الضحايا أو الدمار الذي خلفه ذلك العدوان.

وكان النظام السوري قد استعمل السلاح الكيماوي ضد شعبه أكثر من مرة، وما زال حتى الآن يستخدمه دون أي خشية من عواقب ذلك، وقد استخدم أيضًا البراميل البدائية التي تحوي خردة وبارودًا وألقاها عشوائيًا على المدن والبلدات، إضافة إلى استخدامه النابالم الحارق والمحرم دوليًا.

استخدمت القوات الأميركية اليورانيوم المنضّب في العراق عام 2003، وتسبب بنتائج كارثية وممتدّة، وأمراض خطِرة على السكان، منها السرطانات، وتشوهات الولادات، وما زالت آثارها -بحسب التقارير الطبية والمنظمات الحقوقية- تُشاهد حتى اليوم.  إلى ذلك تشير المعلومات المتداولة أن اليورانيوم المنضب، يمتلك خاصية تدمير هائلة، ويستطيع صهر جميع المواد الصلبة والتحصينات الخرسانية والملاجئ، وكذلك الآليات المدرعة والمصفحة.

يأتي تصريح المتحدث باسم “البنتاغون” الآن، ليدحض تصريح سابق للمتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب جون مور، في آذار/ مارس 2015، قال فيه “إن طائرات القوات الأميركية والتحالف الدولي، لم ولن يستخدما ذخائر اليورانيوم المنضب في سورية والعراق”.

يرى بعضهم أن ممارسات إيران والميليشيات متعددة الجنسيات التابعة لها، لا تقل خطورة أيضًا عن غيرها من أسلحة الدمار الشامل، من حصار وتجويع وتهجير قسري للسكان؛ لأجل تغيير ديمغرافي، مع إصرار على زرع الطائفية بين شرائح المجتمع السوري وهو ما يمكن عده زرع ألغام، ستنفجر تباعًا لتحطّم النسيج الاجتماعي السوري.

فتح النظام شهية كل من يمتلك مهارات القتل والإجرام بحق البشرية، للمساهمة في تفتيت البشر والحجر في هذه الجغرافيا.

في سياق ما يجري، يجد النظام السوري نفسه في حالة اطمئنان، فكل شيء يجري ليساهم في صناعة طوق نجاة له، بل ما زال يقتل، وفي الوقت نفسه يُهاتر الجميع ويتهمهم، ويجد أمامه من يسعى نحو إعادة إنتاجه وتدويره، وهذا ما يُشير إلى أن ثورة أخلاقية وقانونية تحتاجها البشرية، كي لا تذهب طواعية إلى حتفها بما أنتجته من أسلحة، أصبحت غالبيتها بيد مُحترفي قتل، بل وتثير شهيتهم لمزيد من الجرائم بحق الإنسانية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق