أعرب ياسر الشامي مدير “مستشفى ريف دمشق التخصصي” عن خشيته من “أن يؤدي تأخّر دخول قافلة مواد التحال الدموي الضرورية لمرضى الفشل الكلوي، عبر (الهلال الأحمر العربي السوري) إلى تكرار حوادث الوفاة، التي حصلت العام الماضي، وراح ضحيتها ثلاثة مرضى”.
وأكد لـ (جيرون) أن “مصير مرضى القصور الكلوي، الذين لا يتلقّون الغسل والعلاج الدوري هو الموت لا محالة”، لافتًا إلى أن “جلسات الغسيل تهدف إلى تحسين الحالة الصحية العامة، ومساعدة الكلية للتخلّص من السوائل الزائدة مع شاردة البوتاسيوم والكرياتين، وعدم إجراء المريض لهذه الجلسات يؤدي إلى تدهور وضعه الصحي ومن ثمّ الموت”، مع الإشارة إلى عدم “وجود أي آلية للتخفيف عن المرضى أو تسكين أوجاعهم، سوى إدخال أجهزة ومواد التحال الدموي والأدوية المرافقة لها”.
وكان “مستشفى ريف دمشق التخصصي” في الغوطة الشرقية حذّر في وقت سابق، من تفاقم الوضع الصحي لـ 31 مريض قصور كلوي، يعانون من نفاد الأدوية والمستلزمات الخاصة بغسيل الكلى.
وذكر بيان وزعه المستشفى، قبل أيام، أن “قسم التحال الدموي الموجود في مستشفى ريف دمشق التخصصي، هو القسم الوحيد في الغوطة الشرقية، الذي يجري جلسات التحاليل لمرضى القصور الكلوي المزمن والحاد، ويعتمد بالنسبة للمستهلكات الخاصة به على ما تُدخله (منظمة الصحة العالمية)، بالتعاون مع (الأمم المتحدة)، وبالتنسيق مع (الهلال الأحمر العربي السوري)، لتخديم مرضى القصور الكلوي في المنطقة وقد بلغ عدد المرضى الموثّقين حاليًا 31 مريضًا، وهم بحاجة إلى إجراء حوالي 250 جلسة غسيل شهريًا، وكانت آخر دفعة مستهلكات دخلت الغوطة في 15/10/2016 وبمقدار 250 جلسة، وكان عدد المرضى أنداك 18 مريضًا، وبعد أن قاربت الكمية على النفاد، فإن القسم سيقوم بتقليص عدد الجلسات للمرضى للاستمرار بتقديم الخدمة لمدة أسبوع على الأكثر”.
ناشد البيان “جميع الهيئات والمنظمات الإنسانية والدولية العمل على إدخال حاجات القسم من مستهلكات وأدوية وأجهزة، وتحمّل مسؤولياتهم تجاه هؤلاء المرضى المحرومين من حقهم الطبيعي بالعلاج، والمعرّضين للوفاة الحتمية بعد نفاذ مواد التحال الدموي”.
نبّه الشامي إلى “أن (منظمة الصحة العالمية) تجاوبت مع مناشدات سابقة للمستشفى، وجرى إدخال المواد الطبية اللازمة عبر (منظمة الهلال الأحمر العربي السوري) لكن النظام عرقلها؛ ما أدى إلى تأخّر وصولها”، مشيرًا إلى “قلة المواد والأجهزة والأدوية التي سبق إدخالها إلى الغوطة، وقصورها عن تلبية حاجات المرضى، ففي العام الماضي لم يجر إدخال سوى جهازين مع العلم أن قسم التحال الدموي في الغوطة الشرقية بحاجة إلى أربعة أجهزة أخرى بسبب خروج الأجهزة القديمة عن الخدمة، إضافة إلى حاجة القسم إلى أجهزة تحاليل كيميائية تساعد في متابعة وتقييم حالة المرضى، كذلك الأمر بالنسبة إلى لأدوية التي تُؤخذ بعد الجلسات، وتجاوز عدد جلسات الغسل التي أجراها القسم منذ بدء الحصار 5000 جلسة”.
جدير بالذكر أن “المرضى الذين لا يخضعون لعمليات الغسل الدوري، تبقى أرقام وظائف الكلية مرتفعة لديهم، وتحتبس السوائل السامة في أجسامهم؛ ما يؤدي إلى إصابتهم بـتسمّم في الدم يدعى (يوريميا معمة)، وقد تصل إلى التهاب دماغي يوريميائي وحصول وفاة مؤكدة” بحسب الشامي.