قضايا المجتمع

منظمات المجتمع المدني في الجزيرة تسدّ عجز “الإدارة”

تسعى بعض منظمات المجتمع المدني، العاملة في مدن الجزيرة السوريَّة، لملء فراغ اجتماعي، لم تستطع ما يسمى “الإدارة الذاتية” ملأه، عبر إقامة دورات متخصصة للنساء الراغبات في العمل، تعزز من قدراتهن المهنية وتهيئهن للدخول إلى سوق العمل؛ ما ينعكس ايجابًا عليهن وعلى أسرهن.

وقال مسؤول في منظمة مجتمع مدني، رفض الكشف عن اسمه: إن “منظمات المجتمع المدني حاولت دائمًا فتح قنوات للتنسيق والعمل مع ما يسمى (الإدارة)، إلا أنها كانت تتعاطى بلا مبالاة، بل كانت تضع كثيرًا من العراقيل البيروقراطية، ولم نشعر يومًا أنها تتفهم أن عمل هذه المنظمات يقوم على تقديم المساعدة للناس وتخفيف آثار الأزمات على حياتهم اليومية”.

ضمن هذا الإطار قالت روجين حبو، مديرة قسم المرأة في منظّمة “شار للتنمية”: إن “المنظمة تسعى للوقوف على الحالة الاقتصادية للمرأة في مدن وبلدات الجزيرة السورية، ولذلك يجري الربط بين الوضع الاقتصادي للنساء، وبين القيام بدورات من شانها دعم الموقع الاقتصادي للمرأة داخل مجتمعاتها، وورشة التدريب الحالية تأتي في هذا السياق”.

وأضافت أن المنظّمة أقامت ورشة تدريب مهني للنساء في مدينة القامشلي، حول صيانة الهواتف الذكية والحواسيب، التحق بها نحو 60 سيدة. وتمتد ساعات التدريب على ثلاثة أيام في الأسبوع، وبمعدل 3 ساعات في يوم التدريب، وستمتد الورشة على فترة أربعة أشهر”، لافتة إلى أن الورشة هي “الثالثة من نوعها ضمن برامج (متشاركون) لدعم ومناصرة قضايا المرأة الاقتصادية والاجتماعية والسياسيَّة، التي تقيمها المنظّمة، والهدف منها تمكين النساء، وذلك بعد دراسة مستفيضة عن الواقع الاقتصادي للمرأة في المنطقة، وحاجتها الماسَّة إلى التعلّم المهني”.

عن سبب اختيار مهنة صيانة الهواتف الذكيَّة والحواسيب قالت روجين: “إن صيانة الهواتف لا تحتاج إلى جهد عضلي، بل إلى جهد فكري تدريبيّ للدخول إلى عوالم هذه المهنة، وهو ما تستطيع المرأة أن تحققه مع التدريب واستمرار الممارسة العملية”.

يستهدف البرنامج تدريب الإناث اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 19 وحتّى 45 سنة، في مدن ومناطق: الحسكة، القامشلي، تل أبيض، عامودا، وينفّذ الورشة مدرب مختص، يمتلك المؤّهلات الضرورية لإتمام وإنجاح المقررات، كي يتسنّى للمتدرّبات –بعد انتهاء المدة التدريبية- الانخراط في سوق العمل محترفات.

عن مدى استجابة المتدرّبات حتى الآن، أضافت حبو لــ (جيرون): “الاستجابة جيّدة، قياسًا على أنّ هذا المشروع الذي يستهدف النساء هو الأوّل من نوعه في القامشلي”.

وقالت إحدى المشاركات في الورشة: “أفدت كثيرًا من الورشة التدريبيَّة، على الرغم من الصعوبات المتعلّقة بإقناع الأهل بقراري لمزاولة مهنة تعتبر غريبة على المجتمع النسوي، إلا أن الأمور تسير سيرًا جيدًا الآن”.

على الرغم من وجود منظمات مجتمع مدني عديدة داخل مناطق الجزيرة السورية، لكن الورشات التدريبيّة من هذا النوع تعدّ نادرة، وتُرجع مديرة المشروع السبب إلى: “عقليَّة المجتمع، إضافة إلى الاعتقاد السائد بأنّ هناك مهن تصلح للرجال وأخرى للنساء” واصفًة هذا الاعتقاد بالــ “مدمر”.

Author

الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

إغلاق