بدأ النظام السوري تنفيذ عملية تهجير جديدة في ريف دمشق الشمالي الغربي، وتحديدًا في بلدة سرغايا، فقد شهد أمس (الإثنين)، عملية ترحيلٍ قسرية جديدة لأبنائها إلى محافظة إدلب شمالي سورية، تنفيذًا لاتفاق “التسوية” بين ممثلين عن المعارضة والنظام رعاه ضباط روس.
وأوضح الناشط، أحمد اليبرودي، أن” ثماني حافلات، وصلت إلى بلدة سرغايا صباح أمس، تمهيدًا لنقل ما يقارب 350 شابًا، من أبناء البلدة الرافضين للتسوية مع النظام، برفقة عائلاتهم باتجاه مدينة إدلب شمالي البلاد”، مضيفًا أن “الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين الطرفين، أُبرم برعايةٍ روسية، ولا يختلف عن غيره من الاتفاقات التي أبرمها النظام سابقًا في عددٍ من المدن والبلدات في محيط العاصمة دمشق”.
أوضح اليبرودي، أن الاتفاق تضمن في أبرز بنوده، تسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة، قبل السماح بمغادرة (تهجير) من لا يرغب في التسوية، سواءً من المدنيين أم العسكريين، إلى الشمال السوري، وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء، إلى جانب منح المتخلفين والمنشقين عن الجيش تأجيلًا لمدة ستة أشهر، ثم تعبئتهم لاحقًا في قوةٍ عسكرية تتبع النظام السوري، مهمتها الوحيدة حماية المنطقة حصرًا، وفق الضمانة الروسية.
تعهّد النظام السوري- وفقًا لما أشار إليه اليبرودي- برفع “الحصار المفروض على بلدة سرغايا، وفتح جميع الطرق المؤدية إلى البلدة، والسّماح بخروج ودخول السيارات والمدنيين والمواد الغذائية والطبية إليها”، إضافةً إلى قبول النظام السوري، بـ “الإفراج عن أبناء البلدة المعتقلين في سجونه على دفعات، وعودة المزارعين إلى العمل في أراضيهم” التي تحولت إلى مناطق لنفوذ لميلشيا (حزب الله) اللبناني.
تأتي هذه التطورات، بعد مرور أسابيع على إخلاء ميليشيا “حزب الله” 11 حاجزًا عسكريًا لها، كانت قد أقامتها في وقتٍ سابق في محيط بلدة سرغايا، ولا سيما في الجانب الغربي منها، وأبرز تلك الحواجز: الأرميدة، رأس الضهرة، رأس الخنزيرة، العلم، الخيمتين، نقطة 23، ما أغرى أبناء بلدة سرغايا، ودفعهم في النهاية إلى العزوف عن فكرة الخروج إلى إدلب، والبقاء في البلدة، والقبول ببنود التسوية مع النظام السوري.
يقطن في سرغايا 20 ألف نسمة، بينهم نازحون، وتقع البلدة إلى الشمال الغربي من العاصمة دمشق، قرب الحدود اللبنانية- السورية، وتتبع إداريًا منطقة الزبداني، ويوجد في محيطها حواجز تابعة لقوات النظام السوري، وميليشيا “حزب الله” اللبناني.
دخلت سرغايا العام الماضي ضمن الاتفاق الرباعي، الذي توصلت إليه إيران و”حركة أحرار الشام الإسلامية”، ويوقف بموجبه إطلاق النار، وتُدخل المساعدات إلى الزبداني، مضايا، بقين سرغايا، مقابل السماح بإدخال المساعدات الغذائية إلى بلدات الفوعة وكفريا بريف إدلب.