تحقيقات وتقارير سياسية

الدولة الأوليغارشية

مصطلح “أوليغارشية” يوناني (ὀλιγαρχία)، ويعني “حكم القلّة”، وقيل بأن أفلاطون أول من استخدمه، إذ ورد في كتابه “الجمهورية”.

وقد جاء في المعجم الوسيط: إن مصطلح “أوليغارشية” يشير إلى “نظام سياسي تتولى السلطة فيه فئة قليلة من ذوي النفوذ والمال”. ويعرّف قاموس “مريام ويبستر” الأوليغارشية بأنها الحكومة التي يتولى قيادتها فئة صغيرة من الناس، خصوصًا لأغراض أنانية وفاسدة.

وكان أفلاطون يرى أن هناك مستويات من الدولة: الأولى هي الدولة المثالية والتي عدّها جمهوريته، والمستوى الثاني مستوى الدولة الديمقراطية، في حين شغلت الدولة الأوليغارشية المستوى الثالث، ما قبل دولة الاستبداد والدكتاتورية.

إلا أن الفيلسوف أرسطو ذهب إلى أن الدولة الأوليغارشية (حكم القلّة) تشترط وجود قدرة مالية عند من يحكم، ورأى أنه كلما اتسعت الثروة والملكية في يد فئة من المجتمعات، اتسعت دائرة حكم الأوليغارشية، ما يعني أن أرسطو ربط ظهور هذا النوع من الحكم بازدياد التفاوت الطبقي الاجتماعي، ووضعها في يد أصحاب الثروة المالية.

 

إضافة إلى أن كثيرًا من المفكرين في العصر الحديث استخدموا مصطلح الأوليغارشية؛ للإشارة إلى الدول التي فقد حاكموها الحاضنة الشعبية، لكنهم يتمتعون بدعم كلي من دول أخرى أجنبية تُملكهم السلطة.

وذهب الروائي والكاتب الأردني، يوسف ضمرة، أبعد من ذلك في مفهوم الأوليغارشية، إذ عدّ المصطلح ليس “حكرًا على سلطة بيد حفنة قليلة من الحكام وذوي رأس المال، تدير دولة كاملة وتتحكم فيها وفي مصائر أبنائها، وإنما هي ثقافة تمتد لتشمل الأحزاب والطوائف والعرقيات والاثنيات والمذاهب والأديان والقوميات”.

وأضاف في مقال نشر بعنوان “الاستبداد والثقافة الأوليغارشية” أنه “بهذا المفهوم، فإن الثقافة الأوليغارشية هي ثقافة فوقية، تقوم على تنحية الهويات الجوهرية لمجموعات من الناس، وإعلاء هويات أخرى للقيام بوظيفة واحدة، تتمثل في خدمة الفئة الأوليغارشية الصغيرة”.

وقد يختلط مفهوم الدولة الأوليغارشية مع مفهوم الدولة الأرستقراطية، إلا أن الأخير يعني “حكم الأفضل”، أي: إن الحكومة الأرستقراطية هي الحكومة التي تتشكل من خواص الناس، وهم الذين يحكمون المجتمع؛ بدعوى أنهم أفضل من يصلح للحكم والقيادة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق