يشهد المخيم الإماراتي للاجئين السوريين في الأردن تراجعًا في مستوى الخدمات التي يقدمها “الهلال الأحمر الإماراتي” لسكان المخيم، فقد تراجعت الخدمات الطبية، واُهملت صيانة الكرفانات والمرافق العامة في المخيم الذي سيدخل عام إنشائه الرابع في أيار/ مايو المقبل.
وقال اللاجئ أبو محمد القاصد الذي يقطن في المخيم الإماراتي منذ ثلاث سنوات: إن “المخيم اشتهر في بدايته برعاية واستقبال الحالات الإنسانية، ومن ثم؛ تطور إلى مخيم يضم العائلات فحسب، وكان يُوصف بأنه مخيم من ست نجوم، وذلك لتوفيره خدمات الكهرباء والماء البارد والساخن، وهي خدمات لا تتوفر في باقي مخيمات الأردن”.
وأضاف أن تراجع الخدمات يبدأ من “الكرفانات المتهالكة التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات في الخدمة، فضلًا عن قرب بعضها من بعض، إضافة إلى أن المرافق العامة بعيدة عنها، وتحتاج إلى عمليات إصلاح ضرورية وعاجلة”.
من جهتها أشارت أم محمود، إلى أن الطبابة في المخيم تراجعت كثيرًا في السنوات الأخيرة، فأُطُر (كادرات) مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي يبدأ دوامها في الساعة الثامنة والنصف صباحًا، وينتهي في العاشرة والنصف صباحًا، وإن تكرموا علينا يمددون فترة حضورهم نصف ساعة ثانية، فقط لا غير”.
لفتت أم محمود إلى أن “الأدوية الموجودة في المستشفى معدودة على أصابع اليد، ولذلك؛ يخرج المراجع أو المريض، في أغلب الأحيان، دون أي أدوية.
أما صالح العلي، فقال لـ(جيرون): إن “نحو 400 شخص من سكان المخيم قدموا طلبات للمغادرة والنقل ولمّ الشمل إلى مخيم الزعتري، حيث الحرية والتعاون والأسواق الكبيرة والكثيرة”، وناشد العلي “الأمم المتحدة لإدخال لجان مراقبة، تقف على آراء الناس تجاه ما يحصل في المخيم الإماراتي، وإن أتيح الخيار لهؤلاء اللاجئين، فسيصبح المخيم خاليًا في يوم واحد”.
وأضاف، أن المخيم الإماراتي “لا يسمح بتوسع اللاجئ، كباقي المخيمات، فكثير من سكانه يحتاجون إلى أكثر من كرفان، وخاصة الأسر الكبيرة، لكن الإدارة تمنع شراء كرفان آخر، وتمتنع عن تسليم كرفان إلا في حال بلغ عدد أفراد الأسرة 7 أشخاص، أما العوائل الأقل عددًا، فليس أمامها خيار سوى كرفان واحد”.
من جهته قال عطا الله، أحد سكان المخيم: إن الإدارة تدفع لكل شخص فوق 12 عامًا، مبلغ 40 دينار أردني شهريًا، ولكنها في “الحقيقة لا تقدم ما يُذكر، بسبب ارتفاع أسعار السلع، فمثلًا في مخيم الزعتري يبلغ سعر ثلاث كيلو غرامات من التفاح دينارًا واحدًا، في حين يصل سعر الكيلو الواحد في الإماراتي إلى80 قرشًا، أي أقل من دينار بـ 20 قرشًا فقط، كما أن سعر عبوة اللبن في الإماراتي تصل إلى 10 دنانير، أما في مخيم الزعتري فسعرها يصل إلى النصف فقط”.
ولفت عطا الله إلى أن قضية إعادة التي التوطين التي تقوم بها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لا تأتي إلى مخيم الإماراتي، وتركيزها ينحصر في مخيم الزعتري فحسب، ولذلك؛ أصبحت الهجرة إلى دول أوروبا حلم كثيرين من سكان الإماراتي.