الشهيد غدير الحلبي المكنى بـ “أبو النصر الحمصي”، ابن حمص العدية، من أهم القادة الملهمين للحراك الثوري، وأبرز مقاتلي فصائل المعارضة في المنطقة الوسطى والشمالية من سورية، عُرف عنه الشجاعة والشهامة والإخلاص.
أبو النصر من مواليد مدينة حمص/ الوعر عام 1964، اعتُقل في ثمانينيات القرن الماضي لآرائه السياسية والفكرية المناهضة للنظام السوري، وبقي معتقلًا في سجون الأسد مدة 25 عامًا، خرج قبل الثورة السورية بسنوات قليلة، وعند اندلاع الثورة كان من الداعين إلى الحراك الثوري.
أسس “لواء النصر”، وعمل مندوبًا لهيئة حماية المدنيين في مدينة حمص وريفها، وخاض كثيرًا من المعارك ضد قوات النظام، منها معارك “الخالدية”، و”قادمون”، و”الدوير”؛ لفتح الطرق إلى حمص المحاصرة، أصيب في معركة جورة الشياح، وفقد فيها يده، وبقي يقاتل في صفوف الجيش الحر بيد واحدة، ثم انتقل إلى صفوف “فيلق الشام”، المعروف سابقًا بـ “فيلق حمص”، إذ شهد أغلب المعارك في حماه وإدلب وحلب والساحل؛ ثم أصبح أحد أعضاء مجلس الشورى فيه، واستلم قيادة “قطاع حماة” في الفيلق.
اغتيل البطل أبو النصر في الثلاثاء 3 أيار/ مايو 2016، في عملية غادرة نفذها “مجهولون”، في أثناء عودته من جولة تفقدية في مدينة حماة والساحل، إذ عثر أطفال رعاة على جثمانه مع مرافقه، الشهيد مرعي الحمصي، في أحد أحراش قرية “جوزف” في جبل الزاوية، فأُبلغت فرق الدفاع المدني في قرية بليون، ونقلت الفرق الجثتين إلى أقرب مستشفى ميداني، ليتم التعرف إليهما، وقد شوهدت أثار للتعذيب على الجثتين، وتبين من خلال الكشف، أن الوفاة نجمت عن طلق ناري في الرأس؛ وحتى اللحظة لم تُعرف الجهة التي نفذت عملية الاغتيال، لكن ناشطين وجهوا أصابع الاتهام إلى كل من تنظيم الدولة الإسلامية والنظام.
نال الشهادة بعد مسيرة مليئة بالكفاح، رحل وستبقى كلماته ومواقفه منارة لكل السوريين الذين ساندوا الثورة، ووقفوا إلى جانب الشعب الثائر ضد جلاده.