فاقم الحصار الذي يفرضه النظام السوري، منذ أربع سنوات على الغوطة الشرقية، إلى زيادة ملحوظة، في أعداد مرضى الحصبة بين أطفال الغوطة، دون أن تقوى المراكز الطبية الموجودة في المنطقة على تقديم العلاج الكامل للطفل المريض، في ظل الإمكانات الطبية المحدودة جدًا.
وقال أبو يونس، وهو طبيب عام يعالج الأطفال لقلة المختصين، في حديث لـ(جيرون): إن “أكثر المعرضين للإصابة بهذا المرض هم الأطفال ما دون السنوات الست، وقد وصل إلى المركز خلال شباط/ فبراير الماضي نحو20 حالة مصابة بالحصبة”، مشيرًا إلى أن “عدد المصابين في تزايد مستمر، بسبب عدم توفر التطعيمات عامةً، وخاصة التطعيم “MMR” الثلاثي (النكاف الحصبة والحصبة الألمانية) الذي يجب أن يُعطى للطفل بعمر سنة وأربع سنوات”. وحذّر من “كارثة صحية تحلّ بالأطفال، نتيجة منع النظام إدخال التطعيمات التي يفترض أن يتلقوها للوقاية من هذه الامراض”.
وأكد أبو يونس أن “النظام يمنع دخول التطعيمات إلى الغوطة، وأن الحصار المفروض عليها منذ أربع سنوات، سبّب نقصًا حادًا في الأدوية والغذاء، فلو توفرت الفاكهة والخضراوات التي تحتوي فيتامين A، لحدّت من الإصابة بمرض الحصبة”.
وأشار إلى أن ” الأطر (الكادرات) والمراكز الطبية في الغوطة تعتمد في معالجة المرضى على خافض الحرارة ومضادات الحساسية”، وحذر أبو يونس “المرأة الحامل من خطر إصابتها بالحصبة؛ لأنها قد تؤدي إلى حدوث تشوهات في الجنين”.
من جهته، قال أبو عبد الله، مدير مركز “نبض”، لـ(جيرون): إن المركز، في ظل إمكاناته الطبية المتواضعة، لا يستطيع تقديم العلاج الكامل للطفل المريض، فالإمكانات محدودة جدًا، بسبب إهمال المنظمات الداعمة للمراكز الصحية الصغيرة”.
ووجّه أبو عبد الله نداء، عبر(جيرون)، دعا فيه “اليونسيف” و”منظمة الصحة العالمية” إلى ضرورة التحرك، والضغط على نظام الأسد؛ لإيصال التطعيمات إلى أطفال الغوطة الشرقية، وإلى اعادة النظر بدعم المراكز الصحية الصغيرة، التي تستقبل يوميًا نحو70 مريضًا بين أطفال ونساء، ووفقًا للاختصاصات الطبية الموجودة فيها.