أعلن المكتب الطبي في مدينة دوما، وفاة ثاني مريض قصور كلوي في الغوطة الشرقية، أمس الثلاثاء، من جرّاء نفاد المستلزمات الطبية اللازمة لإجراء جلسات غسيل كلى، في إثر منع قوات النظام إدخال المواد العلاجية، إلى المراكز الصحية، وتحديدًا إلى مستشفى دوما الجراحي التخصصي، حيث القسم الوحيد المخصص لغسيل الكلية في الغوطة الشرقية.
وذكر المكتب الطبي في بيان له على (فيسبوك)، أمس أن السيدة فايزة، مريضة قصور كلوي، وهي في العقد السادس من عمرهاـ توفيت (الإثنين)، “بسبب اعتلالٍ دماغي يوريميائي، بعد تدهور وظيفة الكليتين لديها، وتأزم حالتها الصحية، لعدم حصولها على جلسات غسيل الكلى الخاصة، بعد النقص الكبير في الأدوية والأجهزة الطبية”.
وأشار البيان إلى أن “تأخر دخول مواد وأدوية التحال الدموي، في ظل تخلي المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية عن مهماتها الملقاة على عاتقها، سيؤدي-مع مرور الوقت- إلى تدهور الحالة الصحية لمرضى القصور الكلوي الخمسة عشر المتبقين، ما يعني أنهم سيفارقون الحياة خلال عدة أيام، إن لم يجر إدخال المواد والأدوية الخاصة بغسيل الكلى”.
في السياق ذاته، أشار الدكتور محمد صادق، مختص أمراض الكلى في مستشفى دوما الجراحي التخصصي، إلى أن “قسم غسيل الكلى التابع للمستشفى التخصصي، الذي أنشئ عام 2013، هو الوحيد من نوعه داخل الغوطة الشرقية، وأجرى القسم نحو 4000 جلسة غسيل للكلى شهريًا، على مدار أربعة أعوام، إلا أنه توقف عن العمل مطلع شباط/ فبراير الماضي”.
وأوضح لـ(جيرون) أن “عدد المصابين الذين توفوا بالقصور الكلوي في الغوطة الشرقية، خلال العام الماضي بلغ 11 مريضًا، بينما ارتفع عدد المصابين بالمرض في الوقت الحالي إلى 30 حالة، نظرًا إلى توقف الأجهزة الطبية عن العمل، ونفاد المواد الأساسية لتشغيلها من فلاتر ومستهلكات لازمة لإجراء جلسات غسيل الكلى، إضافة إلى عدم توفر قطع الصيانة، وغياب الفنيين لإصلاح ما خرج من الأجهزة عن الخدمة”، مضيفًا أن “آخر الشحنات التي زوّد خلالها قسم غسيل الكلى في الغوطة الشرقية بالمستهلكات الدوائية، كانت منتصف تشرين أول/ أكتوبر 2016، قدمتها منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة، وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري، ووفرّت تلك الشحنة مستلزمات لإجراء 250 جلسة شهريًا”.
مع أن المريض بالقصور الكلوي، يحتاج – بحسب صادق- إلى جلستين أو ثلاث جلسات أسبوعيًا، إلا أن “نقص المستلزمات الضرورية لإجراء جلسات التحال الدموي لمرضى القصور الكلوي المزمن والحاد، أجبر القائمين على المركز إلى مباعدة جلسات الغسيل لكل مريض؛ للمحافظة على عمل الجهاز لأطول فترة ممكنة، لمدة لا تتجاوز الأسبوع في أفضل حالاتها”.
توفي أول مريض بالقصور الكلوي، في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، من جراء نفاد مواد غسيل الكلى أيضًا، في 21 شباط/ فبراير الماضي.
ويعيش أهالي الغوطة الشرقية، البالغ عددهم نحو 700 ألف شخص، أوضاعًا إنسانية مأسوية جدًا، بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدنها وبلداتها؛ ما أدى إلى نقصٍ شديد في المواد الغذائية والطبية والمحروقات، في حين ما تزال حواجز النظام-حتى اللحظة- تمنع دخول وخروج المدنيين المحاصرين من وإلى مدن وبلدات المنطقة.