دفعت روسيا المحادثات السورية في جنيف خطوة إلى الأمام، وذلك؛ من خلال الضغط على نظام الأسد؛ من أجل قبول بحث عملية الانتقال السياسي خلال المفاوضات، وهو ما عدّته المعارضة السورية انتصارًا لإرادتها وجديتها في التفاوض، وخطوة إيجابية في سبيل إنهاء مأساة الشعب السوري.
وقال رئيس وفد المعارضة في جنيف، نصر الحريري: إن “موضوع الانتقال السياسي بات الموضوع الرئيس الموجود على الطاولة…. كانت هناك نقاشات معمقة بالفعل للمرة الأولى، حول القضايا المطروحة في موضوع الانتقال السياسي، استمعنا إليها من فريق السيد ستيفان دي مستورا”، مؤكدًا أنه “موضوع طويل، وبحاجة إلى مفاوضات وجلسات معمقة أكثر”.
وأضاف الحريري، خلال مؤتمر صحافي من جنيف: “سمعنا من السيد دي مستورا أنه بسبب الضغط الروسي، كان هناك قبول من النظام لتناول القضايا المطروحة في القرار 2254، ويهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي”.
ورأى أن “ما قاله دي مستورا من أن هناك قبولًا من وفد النظام لبعض النقاط…، حتى هذه اللحظة لم يجر التوصل إلى أجندة واحدة نهائيًا، ما زلنا في إطار الملاحظات، والرد على الملاحظات”.
من جانبه، عدّ المتحدث الإعلامي باسم الهيئة العليا، أحمد رمضان، أن الضغوط الروسية على النظام “نجحت في إخضاعه للقبول ببحث الانتقال السياسي، وذلك بعد لقاء وفده بنائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف”، وفق ما نقلت عنه صحيفة “الشرق الأوسط”.
وفي السياق نفسه، التقى وفد المعارضة السورية، أمس الأربعاء، نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، وبحث معه اتفاق وقف إطلاق النار، والقضايا الإنسانية، وجهد دعم العملية السياسية.
وأوضح الحريري أن اللقاء مع الروس يأتي من أجل الشعب السوري، وأن ملف العلاقات مع روسيا، بدأ منذ اجتماعات أنقرة مع الفصائل المعارضة في أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على الرغم من أن الروس لم يؤدوا دورهم بوضوح في الحفاظ على وقف إطلاق النار، بسبب (عدم قدرتهم) على ضبط الميليشيات الإيرانية”.
وكان وفد النظام قد حاول خلال الأيام الماضية، أن يضع بحث ملف الإرهاب مع بحث ملف الانتقال السياسي، إلا أنّ المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، رفض الموضوع، بحسب مصادر غربية، وذلك؛ لقناعته بأن “القبول به سيفتح الباب أمام الطرفين لإضافة شروطهما، ومن ثمّ؛ العودة إلى نقطة الصفر”.