تدرس الحكومة التركية إمكانات الاستعانة بالخبرات السورية من المدرسين السوريين الموجودين على أراضيها، وذلك بدمجهم في العملية التعلمية التركية، ودفعهم إلى تدريس اللغة العربية في المدارس التركية.
ونقلًا عن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ياسين أقطاي، “فإن الحكومة التركية تدرس بجدية مشروع تجنيس آلاف السوريين، وهي بصدد الاستعانة بهم في تدريس اللغة العربية في مدارسها”.
يخشى المدرسون السوريون في تركيا الذين تجاوزت أعدادهم 4 آلاف مدرس الاستغناء عنهم، ولا سيما بعد صدور قرارات تركية تحيلهم جانبًا، وتخفّض أعمالهم، بعد تخفيف عدد ساعات التعليم باللغة العربية في المدارس السورية في إطار إلغائها بالمجمل.
من جهته يعتقد الأستاذ عمر محمد، وهو معلّم سوري مقيم في ولاية غازي عنتاب، أن خطط الحكومة التي تخصّ العملية التعليمة للسوريين في تركيا، لا تزال في إطار التخبّط، سواء على مستوى المعلمين أو الطلاب، وقال لـ (جيرون): “لو كانت التربية التركية جادة في رغبتها في تحقيق الدمج، لكانت وضعت خططًا مدروسة لتفعيله، فتعليم اللغة التركية للمعلمين السوريين، لا تزال عشوائية، وغير فاعلة على مستوى الطلاب، ولا توجد آلية محكمة للتحقّق من صحة شهادات المعلمين، وهناك أحاديث كثيرة عن الشهادات المزورة”.
ونبه محمد إلى أن طرح الموضوع من الجانب التركي في الوقت الحالي، “يأتي للتداول الإعلامي، بعد مؤتمر التعليم الذي عُقد في إسطنبول أخيرًا، ولا يتعدى الإعلام”، مشدّدًا على “ضرورة تخصيص خبراء من الجانب التركي لدراسة وضع المعلمين السوريين، واستثمار الكفايات منهم وعدم تركهم معلقين”.
وكانت وزارة التربية والتعليم التركية، أصدرت أواخر العام الماضي، قرارات جيدة تخصّ العملية التعليمية السورية في مراكز التعليم الموقتة، وتضمّنت تعديلات جذرية في كمّ ونوع الحصص الدراسية في تلك المدارس، إذ كُثف التعليم باللغة التركية؛ ليصل عدد الساعات التي يتلقى فيها التلاميذ المواد الدراسية إلى 15 ساعة، بعد أن كانت 5 ساعات، ومن ثم؛ تخفيض عدد ساعات اللغة العربية، لكن تلك الإجراءات ترافقت مع تخفيض العمل الفعلي للمدرسين السوريين.