كشف مسؤول فرنسي رفيع أن بلاده “لمست خلال محادثات مسؤولين فرنسيين مع المسؤولين الجدد في مجلس الأمن القومي الأميركي في واشنطن، الأسبوع الماضي، أن جميع المسؤولين الأميركيين لديهم هاجس سيطرة إيران على العراق”، موضحًا أن بلاده قالت للأميركيين: “مقاومة نفوذ إيران يجب أن يتركز على سورية”.
وأضاف المصدر الفرنسي، في تصريحات لصحيفة “الحياة”، أن الرؤية الأميركية مرّدها أن “عددًا من المسؤولين في الإدارة كانوا في العراق، وشهدوا ذلك، وعندما يفكرون في المنطقة يرون نفوذ إيران أينما كان، وهم يريدون مقاومة ذلك، وهذا يتناسب مع رؤية رئيسهم دونالد ترامب”.
وأوضح أن ما تعنيه بلاده من مقاومة النفوذ الإيراني في سورية هو “زيادة الإمكانات العسكرية لمكافحة (داعش)، فعندما كان يجري البحث في الملف السوري، منذ ستة أشهر كان الحديث عن مسار للحل السياسي لجهة مرحلة انتقالية ودستور وانتخابات، ومن جهة أخرى كان حول مكافحة (داعش)”.
ونبه إلى أنه عندما “يصل الحديث إلى ماذا ينبغي القيام به في الرقة تصبح القضية سياسية، وباريس تنصح الأميركيين بوضع إمكانات عسكرية معززة لتحرير الرقة، وبعد ذلك، ربما، دير الزور، وبعد ذلك ينبغي التحرك سياسيًا بقوة مع العرب والأوروبيين، كي يتم وضع إدارة عربية سنيّة محلية في كل هذه المنطقة تكون بمثابة فرملة لإيران”.
وتابع أن “الإدارة الأميركية مستاءة من نفوذ إيران في لبنان عبر حزب الله، وتريد باريس أن يركز الأميركيون على إيران في سورية، وليس في لبنان والعراق حيث الوضع هش”، مشيرًا إلى أن “الولايات المتحدة تريد تشديد العقوبات المالية على لبنان وهذا ما يحمل خطر زعزعة الاستقرار المصرفي فيه، وباريس تحذر من هذه الخطورة، وقال مسؤولون فرنسيون إنهم سيطلبون الاستماع إلى حاكم البنك المركزي رياض سلامة، ونصحت باريس واشنطن بالاستماع لرأيه لأنه الرأي الصائب”.
وعد المصدر الفرنسي أن “تحرير الرقة يتطلب عدد قوات أكبر، وليس هناك ما يكفي حاليًا، ولو أن القوات بدأت تحيط بالرقة”، مُفصّلًا أنه “يجب أن يكون لدينا فكرة عما سيحصل بعد تحرير الرقة ومن سيتولى إدارتها بعد ذلك… تحرير الرقة يعتمد على ما سيقرره الرئيس الأميركي؛ فالخيار القصير المدى قد يكون التحرير في الربيع، أما الطويل المدى فسيكون في غضون سنة”.