دعت ما يسمى “الإدارة الذاتية” المُكلفين الشباب في القرى والبلدات التابعة لمدينة عين العرب “كوباني” إلى مراجعة “مركز الدفاع الذاتي” بدءًا من الأول؛ وحتى الخامس من الشهر الجاري، و”الالتحاق بالتجنيد الإجباري”؛ محذرة كل من يتأخر عن الموعد المحدد بـ “المساءلة القانونية”.
وأفاد ناشطون من مدينة عفرين، أن ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية شنّت حملة اعتقالات واسعة في الأيام الأخيرة، “طالت شبانًا في مناطق سيطرتها المختلفة، بهدف سوقهم إلى التجنيد القسري”.
ونقلت مواقع إخبارية أن ميليشيا “الوحدات الكردية، ساقت أكثر من 400 شاب إلى الخدمة الإجبارية قسرًا خلال الأسبوعين الماضيين، إذ نصب عناصرها حواجز “طيّارة” في عفرين والبلدات القريبة منها، وكذلك اقتحمت المحال التجارية والورشات الصناعية، بحثًا عن شبان لسوقهم إلى التجنيد الإجباري.
يرى كثير من المراقبين أن دعوات التجنيد الاجباري الأخيرة، في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية، جاء في سياق التطورات الأخيرة في مدينة منبج الخاضعة لسيطرة ميليشيا ما يسمى “قوات سورية الديمقراطية”، إذ تستعد فصائل “درع الفرات” المدعومة من تركيا، لشن حملة عسكرية؛ لطرد ميليشيا “وحدات حماية الشعب”، وميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” التابعة لها من المدينة.
وقال الناشط الإعلامي فواز الشلال لـ (جيرون): إن سبب “حملة التجنيد الشعواء في تلك المناطق، هو حاجة (وحدات حماية الشعب) إلى مقاتلين جدد، يعوضون النقص الحاصل في أعداد المقاتلين على الجبهات، وخاصة في جبهة منبج، في ظل تقدم فصائل (درع الفرات) باتجاه المدينة الاستراتيجية، لكن محاولات (مجلس منبج العسكري) في إقناع أبناء المدينة الالتحاق بميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” باءت جميعها بالفشل، إضافة إلى أن المجلس يخشى ردة فعل الأهالي الذين يؤيد معظمهم دخول فصائل (درع الفرات) إلى المدينة، إذ يخشى المجلس من ثورة داخلية عليه، فيصبح بين نارين الأهالي من الداخل و”الدرع” من الخارج”.
لاقت حملة التجنيد الاجباري استنكارًا واسعًا في عين العرب وعفرين، حتى في صفوف المؤيدين لـ “حزب الاتحاد الديمقراطي” وذراعه العسكرية ميليشيا “وحدات حماية الشعب”، إذ عدّوها “تراجعًا عن النهج الذي اتبعه الحزب خلال الفترة الماضية”، حينما نفّذ سياسة تجنيد إجباري بحق المواطنين العرب في مناطق سيطرته، وزج بهم في المعارك التي يخوضها تحت مسمى “قوات سورية الديمقراطية”، خاصة مع خوض ميليشيا “وحدات حماية الشعب” معارك خارج مناطق سيطرتها في سورية.
إضافة إلى ذلك؛ ذكرت مواقع إخبارية أن ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية أوقفت معركة الرقة، ودفعت بتعزيزات كبيرة نحو مدينة منبج؛ لصد تقدم فصائل “درع الفرات” نحوها.
وأفاد قادة ميدانيون أن رتلًا عسكريًا لـ “الوحدات” وصل “من الرقة وتمركز على الجهة الجنوبية من نهر الساجور، عند قرية عرب حسن الجنوبية، بهدف منع قوات “الدرع” من التقدم نحو منبج من جهة نهر الساجور، الذي يعدّ الحد الفاصل بين مناطق سيطرة فصائل “درع الفرات” في جرابلس، وميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” في منبج.