قيل كثير سابقًا عن خمود الجبهة الجنوبية في درعا، وانعزالها عما يجري في حلب وداريا وغيرها من المناطق السورية التي استفردت بها قوات النظام، ونزعت منها فتيل المقاومة.
وظنّ بعضهم أن قوات المعارضة في حوران، آثرت السكون والتهدئة، تنفيذًا لأوامر “الموك”، لكن ما حصل أخيرًا من إعادة إشعال الجبهة في درعا، والتقدم الكبير في معركة “الموت ولا المذلة” عبر سيطرة مقاتليها على معظم حي المنشية الاستراتيجي في درعا البلد، والخسائر التي طالت قوات النظام، ومن يقف معه من ميليشيات طائفية، استقدمها من كل حدب وصوب، كل ذلك بدّد تلك الظنون.
وأكد أسامة المسالمة، أن من أسباب تحرك جبهة الجنوب في الفترة الأخيرة هو “اتفاق أبرمه الأردن مع النظام السوري؛ للسيطرة على الجمرك القديم، فما كان من قوات المعارضة، إلا أن نفذت ضربة استباقية في المنشية؛ لتثبيت سيطرتها وتعزيزها في هذا الحي الاستراتيجي”.
وأشار المسالمة إلى أن معركة “الموت ولا المذلة” خبت شدتها في الآونة الأخيرة؛ لعدة أسباب منها أن قوات المعارضة “سيطرت على ما أرادت، لكن ذلك لم يتم دون ضغوط مارسها الأردن على قوات المعارضة، إذ أغلق الحدود أمام جرحاهم، إضافة إلى أن الوضع الدولي لا يسمح بالاستمرار، وهي أسباب جوهرية خففت من وهج المعركة”.
من جهته، نفى الناشط شكري المحاميد، أن تكون الاشتباكات قد توقفت، مؤكدًا أن “الاشتباكات لم تتوقف على خطوط التماس التي يبلغ طولها نحو 3 كم”.
وأضاف أن “المعارك في درعا لم تتوقف لا سابقًا ولا حاليًا، والاستراتيجية المتبعة فيها، هي استنزاف النظام والسيطرة على حاجز أو أكثر في كل عملية قضم”.
وجاءت “المعركة الأخيرة ردًا على تحركات النظام نحو المركز الحدودي القديم مع الأردن (الجمرك القديم). وتمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على حاجزين للنظام، وقد أجرت التحصينات اللازمة، تحسبًا لأي هجوم معاكس”.
لفت المحاميد إلى أن “هجمات (جيش خالد بن الوليد) الأخيرة على قرى في ريف درعا الغربي، لم تُحدث أي انهيارات من في صفوف الجيش السوري الحر، والميزان العسكري يميل إلى صالحها”. لكن المحاميد، نبّه إلى تأثير (الموك) على مجمل الوضع في الجبهة الجنوبية، فالقوى الإقليمية، و”خاصة (الموك)، لها تأثير واضح على درعا، وقد بدأت الخلافات مع (الموك) في المعركة الأخيرة، فقد تعرضت الفصائل العسكرية في المدينة إلى ضغوط كثيرة، منها وقف الدعم بالسلاح والرواتب، إضافة إلى إغلاق الحدود أمام الجرحى، في ما فُتحت الحدود لمراسل الجزيرة فقط بعد إصابته”.
تعليق واحد