ترجمات

مقتل عامل من أصحاب الخوذات البيض في حمص

بيروت- الأسوشييتد برس: أعلنت مجموعة البحث والإنقاذ السورية التي فازت بجائزة الأوسكار عن أفضل موضوع لفيلم وثائقي، أن واحدًا من المتطوعين العاملين معها قُتل على يد النظام، بنيران المدفعية، في مدينة حمص، الثلاثاء 28 شباط/ فبراير، حين وصلت القوات الموالية للنظام إلى ريف تدمر، المدينة التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية، وسط البلاد.

وقد كُرّم الدفاع المدني السوري المعروف شعبيًا باسم “أصحاب الخوذات البيض”، بجائزة الأوسكار في الأحد 26 شباط/ فبراير من العام الجاري، تقديرًا لموضوع الفيلم الذي نُشر في شبكة Netflix، وهو فيلم وثائقي عن مهمة المجموعة، بترويعها وأهوالها. وأعلنت المجموعة أن أحد متطوعيها، ويدعى محمد دبدوب، قد قتلته قوات النظام بينما كان في عمله، بقصف مدفعي في حمص، ثالث أكبر مدينة في سورية. وبذلك يكون محمد دبدوب المقتول رقم 164 من الخوذات البيض في الحرب.

وكان محمد يؤدي خدمته في حي الوعر، آخر معاقل المعارضة في حمص. ويتعرض الحي لحصار تفرضه قوات النظام، مع قصف يومي، على الرغم من اتفاقية وقف إطلاق النار التي كان يفترض بها أن تسهل المحادثات بين النظام والمعارضة في جنيف.

وكان ستيفان دي مستورا، الوسيط الدولي، مبعوث الأمم المتحدة، قد أعرب عن اعتقاده بأن اتفاقية وقف إطلاق النار قد طُبقت على نطاق واسع.

 

لقطة عامة التقطت عند بداية الاجتماع بين ستيفان دي مستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، ثاني شخص من يمين الصورة، ووفد النظام السوري إبان محادثات السلام السورية في جنيف، سويسرا، الثلاثاء 28 شباط/ فبراير 2017.

(Xu Jinquan/Pool Photo via AP) Photo Credit: AP

لكن الذراع الإعلامي لحزب الله، وهو ميليشيا لبنانية أرسلت آلاف المقاتلين للدفاع عن بقاء النظام السوري، يتباهى بانتظام، في وسائل التواصل، بضربات النظام الموجهة إلى حي الوعر، والتقدم في حي القابون الذي تسيطر عليه المعارضة في دمشق.

وتقول مجموعة الرصد (رقابة الحصار)، ومقرها واشنطن: إن 75 ألف شخص عالقون في حي الوعر؛ كثير منهم ممن نزحوا من أحياء أخرى من حمص. واتهمت جماعات حقوقية، مثل “هيومان رايتس ووتش”، ومقرها نيويورك”، الحكومةَ السورية باستخدام العنف لتهجير السكان ممن لا يوالونها.

وتتصف المحادثات السورية في جنيف بالبرود، مع سلسلة من اللقاءات الثنائية بين مبعوث الأمم المتحدة، وأطراف الصراع، في محاولة لحملهم على التوقيع، في عملية حوار تركز على كيفية إدارة الحكومة، والانتخابات، وإعادة كتابة الدستور، وتصر بعثة دمشق على وضع الحرب ضد الإرهاب في رأس قائمة جدول الأعمال، وهي خطوة ترفضها المعارضة لأنها تهدف إلى تجميد المحادثات حول المسألة الحساسة التي تتلخص في الانتقال السياسي.

ويتهم كل طرف الآخر في الاستمرار برفع سوية العنف.

بشار الجعفري، كبير المفاوضين من جانب النظام السوري، وسفير سورية لبعثة التمثيل الدائم في الأمم المتحدة، نيويورك، يصل للمشاركة في دورة من المفاوضات بين النظام السوري والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي مستورا، في مقر الأمم المتحدة في أوروبا، جنيف، سويسرا، الثلاثاء 28 شباط/ فبراير 2017.

(Salvatore Di Nolfi/Keystone via AP) Photo Credit: AP

في وسط سورية، وصلت قوات النظام وحلفاؤها من حزب الله إلى البوابة الجنوبية الغربية لتدمر، الواقعة على بعد نحو خمسة كيلو مترات من الآثار الرومانية الشهيرة فيها، بحسب لجنة التنسيق في تدمر، التي يديرها ناشطون.

وسجلت مجموعة الناشطين تلك ضربات جوية في أنحاء البلدة، صباح الثلاثاء 28 شباط/ فبراير، وسجل “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، ومقره لندن، وكذلك وسائل إعلام تابعة لحزب الله، ذلك التقدم.

وكانت تلك الحملة الثانية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في تدمر في السنة المنصرمة. وقد فقد النظام سيطرته على تدمر في كانون الثاني/ ديسمبر، بعد أقل من سنة على استعادتها من يد الدولة الإسلامية، بدعم روسي.

وبحسب ما ذكر السيد محمد الحمصي، مدير شبكة أخبار تدمر التي يديرها ناشطون، فإن البلدة كلها تقريبًا صحراء. وأخلت الدولة الإسلامية البلدة الأحد 26 شباط/ فبراير، وقد تمركزت القوات الموالية للنظام على قمم التلال المطلة على تدمر من جانبين، وتمكنت من استعادة البلدة في غضون “أيام أو ساعات”، بحسب ما توقع الحمصي.

وحين دخل المقاتلون لم يكن في البلدة سوى 300 عائلة، بعد أن أخلت السلطات السورية عائلاتها في الأيام السابقة، بحسب ما ذكر الحمصي.

وشجب علماء الآثار ما وصفوه بالضرر الكبير الذي لحق بآثار البلدة القديمة المشهورة.

كانت تدمر الوجهة السياحية الأولى في سورية، قبل أن تندلع الحرب في البلاد، وتجتذب عشرات الآلاف من الزوار سنويًا؛ ويطلق السوريون على البلدة بمودة: “عروس الصحراء”.

وأظهرت لقطات، نشرتها وزارة الدفاع الروسية، في وقت مبكر من شباط/ فبراير، الأضرار الجديدة التي لحقت بواجهة المسرح الروماني وتيترابيلون المجاورة لها في تدمر؛ وهي عبارة عن أربعة آثار مع أربعة أعمدة، يقع كل منها في مركز الطريق المعمدة المؤدية إلى المسرح.

وكشف تقرير لوكالة الأبحاث التابعة للأمم المتحدة، عام 2014، أدلة من الأقمار الصناعية تشير إلى حدوث عمليات نهب حدثت في الفترة التي كانت فيها منطقة الآثار تحت سيطرة جيش النظام السوري.

واعترفت فصائل معارضة بسرقة آثار قديمة لبيعها بغرض التمويل.

وفي الوقت نفسه، استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض “الفيتو”، الثلاثاء 28 شباط/ فبراير، ضد مسودة قرار الأمم المتحدة، المدعوم غربيًا، والقاضي بفرض حزمة جديدة من العقوبات على الحكومة السورية بعد اتهامها بالتورط في هجمات بالأسلحة الكيماوية. وقبيل التصويت في الأمم المتحدة، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العقوبات بأنها “غير منطقية على الإطلاق”، وأنها قد تعيق محادثات السلام في جنيف.

وكان من شأن قرار الأمم المتحدة الذي ترعاه بريطانيا وفرنسا، وتشارك فيه الولايات المتحدة، أن يفرض عقوبات على 21 شخصية، ومنظمة، وشركة سورية تورطوا –بحسب الاتهامات- بهجمات كيماوية. وكان من شأنه -كذلك- منع جميع الدول من تزويد النظام السوري بطائرات الهيليكوبتر، التي يؤكد المحققون أن النظام استخدمها في الهجمات الكيماوية.

وفي جنيف، صرح مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بأنه كان في “شديد القلق” بشأن حياة 400 ألف إنسان عالقين في حصار، يفرضه النظام في ضواحي الغوطة المحيطة بالعاصمة السورية، دمشق.

وقال ستيفان دوياريك، المتحدث باسم غوتيريس: إن شحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة قد مُنعت من الدخول إلى تلك المنطقة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2016.

قال دوياريك: “ليس لدى المدنيين -الآن- سوى إمكانية محدودة للوصول إلى الطعام الأساسي، ومرافق الصحة، والمساعدات الغذائية”.

*أسهم كل من الكاتب دومينيك سوغيل من جنيف، والكاتب فلاديمير إيساتشينكوف من موسكو في كتابة هذا التقرير.

 

اسم المقالة الأصليWhite Helmet rescue worker killed in Syria’s Homs
الكاتب PHILIP ISSAفيليب عيسى
مكان وتاريخ النشرThe News Day

1 آذار/ مارس 2017

رابط المقالةhttp://www.newsday.com/news/world/activists-syrian-pro-government-forces-near-is-held-palmyra-1.13186789
ترجمةمروان زكريا

مقالات ذات صلة

إغلاق