قضايا المجتمع

“نرجس سراقب”… التعليم نور الثورة

“إن الألم يولد العبقرية، ونحن نريد لذلك الألم أن يولد عقولًا ناضجة ومنفتحة ومتعلمة، وهو أهم ما نحتاجه ونسعى إليه في الوقت الراهن ومستقبلًا، إضافة إلى أن نشر الوعي الجماعي بين النساء يساعد في تجاوز الإرث القديم الذي ما زالت شوائبه باقية في أذهان كثيرين، ولا أظن القضية مستحيلة. تحتاج إلى تمرين بسيط على تقبل الأفكار الجديدة بروح ثورية، تطيح بما لم يغني تقدمها يومًا، ونحن نتفاءل بالجيل الجديد”.

بهذه الكلمات رسمت الناشطة نرجس العبدو، من مدينة سراقب في ريف إدلب، ملامح صورة مشتهاة لـ “مستقبل ناضل لأجله جميع السوريين، منذ ست سنوات”.

تُعد العبدو مثالًا حيًا لنضال المرأة السورية خلال ثورة الحرية والكرامة التي اندلعت في آذار/ مارس عام 2011، فقد أثبتت من خلال عملها أن المرأة كانت ومازالت أحد أهم الحوامل الاجتماعية للتغيير المنشود.

شاركت “نرجس سراقب”، مثلما تُعرف في المنطقة، في تأسيس مدرسة تطوعية منذُ عامين باسم (المدرسة الفاضلة)، بهدف تقديم الدّعم النّفسي للنساء والأطفال، وسدّ الفجوات التّعليمية وفق الإمكانات المتاحة، إلى جانب دورات تقوية للشهادتين: الإعدادية والثّانويّة، ودورات في التّنمية البشرية.

وفي هذا السياق، قالت العبدو لـ (جيرون): إن “الأمية التي زادت نتيجة حرب النظام على شعبه، تهدد بانحراف أجيال كاملة، قد نحتاج عقودًا لعلاج تداعياتها في حال تركنا الأمور دون تدخل أو محاولة للتغيير”.

ومن هنا “جاءت فكرة المشروع و(المدرسة الفاضلة)، فنحن مازلنا نحلم بتلك المدينة التي حدثنا عنها الفارابي في كتبه، ومن خلال هذا المشروع، وبمساعدة فريق من المتطوعين إعادة المكانة إلى التعليم، وإنقاذ الأطفال من التشرد والسقوط في أفخاخ السماسرة وتجار الحروب، وإعادتهم إلى مكانهم الطبيعي، المقعد الدراسي، فالتعليم حامل أساسي لبناء المجتمعات ورقيها، ولذلك؛ أيا كانت معطيات الواقع وصعوباته، سنبقى نناضل في هذا المجال؛ لإنقاذ أجيالنا من شبح الأمية والجهل”.

نرجس ليست المرأة الوحيدة في سورية، ممن توغلن في قاع التجربة؛ للمشاركة في حلم التغيير الذي مازال يراود ملايين السوريين، لكنها تبقى مثالًا يدلل على دور وبصمة النساء السوريات، في هذا المخاض العسير الذي تمر به البلاد، ومن خلالها يمكن أن نتعرف إلى مدى صلابة المرأة في تخطي جميع العقبات، ضمن واقع تؤكد معظم ملامحه، أنها الخاسر الأكبر فيه، فهي أم الشهيد والمعتقل وزوجتهما وكانت شهيدة ومعتقلة ومازالت مناضلة وستبقى.

Author

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق