ترجمات

يو.إس. أ توداي: تحميل إيران مسؤولية الإرهاب

لقد استفاد تنظيم القاعدة من مكانته المحمية في إيران لتمويل ودعم عمليات جديدة، وللهروب من جهد الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب.

(صورة: توزيع وكالة الصحافة الفرنسية/صور غيتي)

استرضت إدارة أوباما إيران مدة ثماني سنوات، أما الآن، فإن إدارة ترامب تضمن أن تقف أميركا أخيرًا -وهي محقةٌ- ضد العداء الإيراني.

نحن نعتقد أنّهم يجب أن يبدؤوا -أيضًا- بدحر إزعاج النظام الإيراني، ودعمه المفضوح لأعدائنا الإرهابيين.

إيران أهم دولة راعية للإرهاب في العالم، ونحن نشعر بالقلق من جراء مساعدتهم المتزايدة لمجموعةٍ “مهمة ومعتبرة” من الجماعات الإسلامية المتشددة.

في وقتٍ سابق من هذا العام، قدّمنا ​​مشروعَ قانونٍ لتوجيه وزارة الخارجية؛ لتحديد ما إذا كان فيلق الحرس الثوري الإيراني، وهو فرعٌ من جيش النظام، يلبيّ المعايير التي تصفه بأنّه منظمةٌ إرهابية أجنبية.

يجب على إدارة ترامب أن تفعل ذلك بالضبط، فالحرس الثوري هو المسؤول عن تصدير الأيديولوجيا المتشددة في الجمهورية الإسلامية، وعن دعم الإرهاب في جميع أنحاء العالم.

لكنّ التهديد يذهب إلى أبعد من الحرس الثوري الإيراني، فالملالي في طهران معروفون بكونهم الرعاة الرئيسين لحزب الله الذي قتل العشرات من الأميركيين من بيروت إلى بغداد، إضافة إلى تمويلهم ودعمهم العسكري حركة حماس التي أطلقت آلاف الصواريخ على إسرائيل، وقد عدّت وزارة الخارجية كلا التنظيمين منظمة إرهابية.

إن موقف إيران الداعم لتنظيم القاعدة، منذ مدة طويلة، هو ما يبدو مكشوفًا دائمًا، وهو علاقةٌ يجب أنْ تسبّب قلقًا خاصًا في الغرب.

لننظر في تقرير لجنة 11/9 الذي قدَّم “أدلةً قويّةً على أنَّ إيران سهلّت عبور عناصر القاعدة إلى داخل وخارج أفغانستان، قبل 11/9،” بما في ذلك الخاطفين في 11/9 مستقبلًا.

وما إن غزتْ الولايات المتحدة أفغانستان حتى فرَّ بعض كبار قادة تنظيم القاعدة إلى إيران، بمن في ذلك أعضاء رفيعو المستوى، مثل “أبو الخير المصري”، و”سيف العدل”، وكلاهما مطلوب لمكتب التحقيقات الفدرالي؛ لتورطه في هجمات 1998 على سفارتيّ الولايات المتحدة في شرقي أفريقيا، كذاك انتقل حمزة (ابن اسامة بن لادن) الذي يسير على خطا والده إلى هناك.

رفضت إيران إحضار هؤلاء العملاء إلى العدالة، وفي هذه الأثناء، سمحت عمدًا باستخدام الأراضي الإيرانية ممراتٍ سهلة لتحركات مقاتلي القاعدة وتمويلهم.

في الواقع، على الرغم من المزاعم ​​بوضع تنظيم القاعدة تحت “الإقامة الجبرية”، فقد سمحت إيران لهم بالعودة إلى أرض المعركة. خذ المصري، على سبيل المثال، الذي سُمح له بمغادرة إيران إلى سورية، حيث ظلَّ يعمل بوصفه الشخصية الثانية الفعلية في تنظيم القاعدة، حتى قُتل هذا الأسبوع في غارةٍ لطائرةٍ من دون طيار.

ما هو أكثر من ذلك، كنز المعلومات الاستخبارية التي حُصل عليه من مُجمّع أسامة بن لادن عام 2011، إذ كشفت التقارير عن وجود علاقةٍ تكافلية وثيقة بين النظام والقاعدة، فقد كان يعدّها زعيم القاعدة شخصيًّا ضروريّةً لبقاء التنظيم عمومًا.

“ايران شرياننا الرئيس في التمويل، والموارد البشرية، والاتصالات”، كما كتب لمرؤوسيه في العراق، يُحذرهم من عدم تهديد إيران بهجمات.

للأسف، سعت إدارة أوباما إلى التقليل من شأن هذه العلاقات، ومن المرجح إلى التقليل من ردِّ الفعل الشعبي ضد الاتفاق النووي المضلل مع البيت الأبيض، مثلما ساعد معاونو أوباما في تأجيج حكمةٍ تقليدية مغلوطة داخل دوائر العاصمة، مفادها أنَّ إيران دولةٌ دينية شيعية، ولن تتعاون فعليًّا مع تنظيم القاعدة، وهو منظمةٌ سنية.

ومع أن أدلة العقدين الماضيين تقدّم واقعًا مختلفًا بشكلٍ صارخ، إذ أعلنت كلّ من وزارتي الخزينة والخارجية منذ سنوات ​​بأنّ إيران هي مأوى آمنٍ لتنظيم القاعدة.

لقد استفادت الجماعة الإرهابية من وضعها المحمي في إيران؛ لتمويل ودعم عملياتٍ جديدة، وللهرب من جهد الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، بحيث يمكنها إعادة بناء الأطر (الكادرات) القيادية التي دمرتها هجمات الطائرات بدون طيار.

عندما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على ثلاثةٍ من قادة تنظيم القاعدة، يقيمون في إيران في تموز/ يوليو الماضي، لوحظ أنهّم كانوا “جزءًا من جيل جديد من ناشطي تنظيم القاعدة.”

الرسالة هنا واضحة؛ يجدّد المتطرفون القتلة الذين خططوا لـهجمات 11/09 صفوفهم، وكانوا يفعلون ذلك بدعمٍ وحمايةٍ من أحد أكبر أعداء أميركا. نحن لا يمكن أن نسمح لهذا بأن يحدث.

يجب على الجيش الأميركي، والسلك الدبلوماسي، وأجهزة الاستخبارات أن يضاعفوا جهدهم، ويستهدفوا بعنفٍ شبكات تيسير وتسهيل القاعدة التي تنشط في إيران، والعمل لإغلاقها، وتقديم المسؤولين عنها إلى “العدالة”.

ويُشجعنا أن ترامب وفريقه قد امتلكا بالفعل رؤيةً واضحة حول التهديد الإيراني، والآن يجب أن يركزوا -أيضًا- على محور الإرهاب الذي تقوده إيران، بما في ذلك عدّ الحرس الثوري مجموعةٍ إرهابية.

علاوةً على ذلك، أيّ تعاملٍ مع إيران، مثل إجراء مزيدٍ من المفاوضات بشأن الاتفاق النووي في عهد أوباما، يجب أن يأخذ في الحسبان إيواء طهران أعضاء تنظيم القاعدة، ويجب علينا الضغط على حلفائنا؛ كي يفعلوا الشيء نفسه.

نحن لن نسكت عن القادة الإيرانيين مقابل تخفيف تطرفهم، لكننا يمكن أن نحمي بلدنا -ومصالحنا- من خلال الوقوف في وجههم.

اسم المقالة الأصليHold Iran accountable for terrorism
الكاتبتيد كروز وميكائيل ماك كاول، Ted Cruz & Michael McCaul
مكان وتاريخ النشريو.إس. أ تودي، USATODAY، 03/03/2017
رابط المقالةhttp://www.usatoday.com/story/opinion/2017/03/03/iran-state-sponsor-terrorism-trump-ted-cruz-michael-mccaul-column/98586800/
ترجمةأحمد عيشة

مقالات ذات صلة

إغلاق