وجه “أمين فرع حزب البعث” في محافظة السويداء تعميمًا إلى جميع الجهات الرسمية والحزبية وغيرها، يمنع فيه “حملات التشجير” التي ينهض بها المواطنون كافة.
وقالت صفحة “السويداء 24” الإخبارية: إن أي عملية تشجير تتطلب موافقة حزبية من أمين الفرع.
وجاء في التعميم الذي أوردته الصفحة: “لوحظ خلال الفترة الماضية قيام جهات رسمية، أو شعبية، أو أشخاص، بحملات تشجير تحت مسمّيات مختلفة، دون الرجوع للقيادة المعنية”، وعدّ أن ذلك يتم لأجل “غايات شخصية وغيرها”.
وذكر التعميم “يرجى على كافة الجهات، ضرورة أخذ الموافقة المسبّقة، والتنسيق مع القيادات الحزبية والإدارية”.
وفد أثار تعميم “أمين فرع حزب البعث” كثيرًا من التعليقات والسخرية، من الناشطين والمتابعين والقائمين على حملات التشجير.
فقد كتب الدكتور محمد السغبيني في صفحته في “فيسبوك”، يقول: “هل هنالك خسّة أكثر من أن تطلب رخصًا أمنية، ممن يمارس نشر الحب والفضيلة وزرع الأرض والأنفس بالخير والمحبة والأمل بالحياة والوطن”، وأضاف: “ألا تبت عقولكم أيها القصّر”.
كذلك علق الدكتور “أبي الفداء”، وهو ناشط من مدينة حماة مقيم في باريس، ومتضامن مع نشاط الحملة، في صفحة “أبناء السنديان” التي تنقل فاعليات حملات التشجير في المحافظة، قائلًا: “لو كان ما قاموا به أبناء السنديان، من نشاط مدني بحت، بزرع الأشجار، والحفاظ على البيئة في أي دولة تحترم نفسها، لمنحتهم أوسمة الشرف والوطنية”، وأضاف: “لكن للأسف نحن في زمن الانحطاط الأخلاقي”.
يُذكر أن حملات التشجير استمرت بعد القرار، وانطلق عدد من الأهالي يوم الجمعة لمتابعة عملية التشجير.
وقد كتب المدرس، ربيع غرز الدين، في صفحته معلقًا: “أعلن انشقاقي عن جماعة السنديان، الذين يحتاجون إلى موافقة أمنية للقيام بواجبهم السندياني، وانضمامي إلى جماعة المشجرين يوم الجمعة”.
وعلق الكاتب فوزات رزق في صفحته في “فيسبوك”، قائلًا: “كنا نتمنى على أمين فرع الحزب بالسويداء، أن يُصدر تعميمًا بمنع قطع الأشجار”.
وكانت حملات التشجير انطلقت بالمحافظة؛ ردًا على عمليات التحطيب الجائرة التي تقوم بها عصابات وعناصر محمية من لجان النظام الأمنية، وقضت خلال السنوات الماضية على كثير من الغابات في المحافظة، إذ انتشرت تجارة الحطب؛ بسبب انعدام وسائل التدفئة، وغلاء المحروقات وندرتها، وانقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي.