أدب وفنون

إعلان نتيجة جائزة صادق جلال العظم الاستثنائية للبحث الثقافي

ترجمة لغة الثورة السورية للباحث إيلاف بدر الدي

أعلنت مؤسسة اتجاهات- ثقافة مستقلة عن اختيار الباحث إيلاف بدر الدين للحصول على جائزة صادق جلال العظم الاستثنائية للبحث الثقافي. وكانت قد أُطلقت في

1 كانون الأول/ ديسمبر 2016، وتوجهّت إلى الباحثين في مجالات الثقافة والفنون، من السوريين والفلسطينيين السوريين، وهدفت إلى اختيار باحث واحد فقط؛ لإنجاز بحث يركّز على موضوعات المرحلة الراهنة.

 

تشكلت لجنة التحكيم من مجموعة من الباحثين: الدكتورة ابتهال يونس من مصر، والأستاذ ياسين الحاج صالح، والأستاذ سلام كواكبي من سورية، وحكّمت اللجنة 19 استمارة صالحة، جرى استلامها من عشرة بلدان، وتنوعت مضامينها بين الآداب والفنون والعلوم السياسية والمجتمع.

أشادت لجنة التحكيم بمستوى جميع الطلبات المقدمة، وتنوعها وغناها، وحرصت خلال اختيارها مشروع البحث الفائز، على التركيز على فكر الراحل صادق جلال العظم، من خلال اختيار موضوعٍ فيه تجديد، واستكشاف وتركيز على الجانب الفكري والثقافي، والدور الذي يمكن أن يلعبه هذا الجانب ومدى تأثيره في الأحداث الجارية.

حول معايير التحكيم الأساسية، يقول الأستاذ ياسين الحاج صالح، عضو لجنة التحكيم: “أولت لجنة التحكيم اهتمامًا خاصًا لطرافة البحث المقترح وأصالته، ثم إلى راهنيته ووثاقة صلته بالثورة السورية والقضية السورية، وانحازت إلى من هم أصغر سنًا من الباحثين والباحثات. وقد ارتأينا أن بحث السيد إيلاف بدر الدين، ترجمة لغة الثورة السورية، تجتمع فيه هذه المعايير. تتطلع اللجنة إلى قراءة البحث المنجز، وتأمل للباحث التوفيق”.

يهدف البحث المختار (ترجمة لغة الثورة السورية) إلى تسليط الضوء على أثر ترجمة اللغة المستخدمة في التعبير عن مفردات الثورة السورية، على الصورة التي تكونت لدى الغرب، عما حدث ويحدث في سورية. تقوم فرضية البحث على الاعتماد على الرؤى المختلفة في ترجمة لغة الثورة السورية، من خلال وضع الترجمة في اتجاهها الثقافي (cultural turn)، بوصفها وسيلة لنقل الأفكار ما بين الشرق والغرب. فمنذ أن بدأت الانتفاضات العربية، انقسم العالم على تسمية ما يجري في سورية، فبدأت الوسائل الإعلامية -على اختلافها- والكتب التي وصفت الحدث، بإطلاق تسميات مختلفة عليها: اضطراب، تمرد، صراع، حرب، وصولًا إلى حرب أهلية، وتسميات أخرى قد لا تتطابق مع ما جرى في البداية. سيلقي البحث الضوء على اللغة الثورية ومفهوماتها التي غيرت المفهومات القديمة تحت الحكم الدكتاتوري. بالاستناد إلى الترجمة أداةً تحليلية للنصوص الأصلية والمترجمة والمقارنة في ما بينها.

 

يقول السيد إيفان العظم، ابن الراحل صادق جلال العظم، حول البحث الحاصل على الجائزة: “أعتقد أن الاقتراح مهم؛ لأنه يتناول موضوعًا راهنًا، ويبيّن دور الباحث في القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة. إنه مشروع مثير للاهتمام؛ لأنه يدرس آليات وإشكاليات ترجمة اللغة الثورية في الثورة السورية عام 2011، والممثلة في شعاراتها ولافتاتها وأغانيها ورسومها الجدارية وإنتاجاتها البصرية. كذلك، يطرح المشروع أسئلة حول دور المترجم والمفسر للنصوص بين الثقافات، وجمهور القراء المستهدف، ومشكلات الدقة في الترجمة. ويسلط المشروع الضوء على التسميات المختلفة والمتنوعة للحدث، بما في ذلك قراءات الأحداث على الأرض، وتتنوع بين الثورة والحرب على الإرهاب، والطريقة التي يُصوّر بها الغرب الثورة السورية. يندرج الاقتراح ضمن إطار القضايا التي بحثها صادق العظم، وبينها العلاقة بين المثقف والأحداث السياسية والاجتماعية الراهنة”.

الباحث الحاصل على الجائزة، إيلاف بدر الدين، طالب دكتوراه في الأدب العربي والمقارن في جامعتي ايكس مارسيليا Aix-Marseille Université في فرنسا وماربورغ Marburg university في ألمانيا. حصل على إجازة في الأدب الانجليزي من جامعة دمشق عام 2009 وعلى ماجستير بدرجة الامتياز في الأدب المقارن من جامعة باريس الثامنة في فرنسا. عمل مترجمًا فوريًا في مجلة التايم في مكتب بيروت عام 2011، وشهد الاحتجاجات السورية بين بيروت ودمشق في أول عامين تقريبًا. إلى جانب عمله في رسالة الدكتوراه، يعمل إيلاف بدر الدين ضمن فريق بحث علمي باسم نقاط التحول يختص بدراسة الأدب العربي في سورية.

 

يُذكر أن الإعلان عن هذه الجائزة جاء تكريمًا لجهد ونتاج المفكر السوري، صادق جلال العظم، وإسهامه الكبير في رفد الفكر العربي بكثير من الدراسات والأبحاث القيّمة. قيمة الجائزة 5000 دولار أميركي، وسيتم نشر البحث في النصف الثاني من عام 2017، بالشراكة مع دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع. وفي التوازي يُحضّر -حاليًا- لإطلاق الدورة الخامسة من برنامج أبحاث: لتعميق ثقافة المعرفة الذي يستهدف دعم مهارات الباحثين الشباب في مجالات البحث الثقافي.

مقالات ذات صلة

إغلاق