يوجه كثير من مواطني إدلب اتهامات بالفساد لعدد من منظمات المجتمع المدني؛ ما يحول دون استقبالها أطُرًا (كادرات) جديدة، ولا سيما من الشباب الجامعي الباحث عن فرصة عمل.
وقال بلال قره علي، من قرية بسنيا في ريف مدينة سلقين، لـ (جيرون): “إن (الواسطات) والمحسوبيات تنخر في تلك المنظمات، وقد أصبحت ظاهرة، فقبل أن نقدم السيرة الذاتية، علينا أولًا تحفيز الأقارب والمعارف داخل تلك المؤسسة أو المنظمات، فإن لم تكن تملك (واسطة)، ستتحول فورًا إلى قائمة المرفوضين”.
وأضاف بلال لـ (جيرون): “لم أستطع إتمام تعليمي في جامعة حلب، قسم الهندسة المعلوماتية؛ بسبب نشاطي في الثورة السورية منذ بداية الحراك السلمي في مدينة إدلب، وتقدمت لأكثر من مؤسسة، وقوبلت بالرفض دائمًا، وآخرها كان تفضيل شخص تربطه صلة قرابة مع مدير الموارد البشرية في إحدى المنظمات، على الرغم من ضعف خبراته وتحصيله العلمي”.
من جهته، قال عبد السلام مرعي لـ (جيرون): “لم أجد فرقًا بين مؤسسات النظام ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مناطق سيطرة المعارضة، فمنذ تخرجي من الكلية عام 2009، وأنا أتقدم إلى المسابقات التي كانت تُجريها مديرية التربية في إدلب، لكن دون جدوى، فالمحسوبية تتفوق على الكفاية، واليوم نُعاني ما كُنا نُعانيه قُبل الثورة”.
وأضاف: “منذ أربع سنوات إلى يومنا هذا، وأنا أتقدم إلى كل شاغر عمل أراه في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لم (يُحالفني الحظ)، ومرة طلبتْ إحدى مُنظمات المجتمع المدني العاملة في منطقة حارم بريف إدلب الغربي، وظيفة (مُدخل بيانات)، يجيد اللغة الإنكليزية، وتقدمتُ إلى الوظيفة، وقابلني أحد العاملين في المنظمة، وطرح علي بعض الأسئلة، وتلقى مني الأجوبة التامة، وقال لي : بعد سبعةِ أيام سنتواصل معك، وعلى مر الأيام جرى تجاهلي من المنظمة؛ لأفاجأ بشخص من مدينتي لم يحصل على شهادة الثانوية، وغير قادر على نطقِ حرف باللغةِ الإنكليزية، وقد عُيّن في الوظيفة الشاغرة، لأن والدهُ متزعم إحدى الكتائب العسكرية في المنطقة”.